اختتم أول أمس المرسم الذي أقامته "مكتبة المرأة والطفل" في "نادي بلقيس" في صنعاء مؤخراً، تحت شعار "تعزيز الصمود والولاء الوطني"، وشاركت فيه ثلاثون رسامة يمنية، محترفة وغير محترفة.
التظاهرة انتهت بمعرض ضمّ أربعين لوحة جسّدت الحياة اليمنية في ظلّ الحرب والمعاناة جراء الحصار، ليس السياسي والاقتصادي وحسب، بل الثقافي والفكري والإبداعي أيضاً.
تستحضر اللوحات تاريخ اليمن القديم والحديث والتراث والأزياء الشعبية والثقافات المتنوّعة باختلاف مناطقه والعادات والتقاليد في البلد، وتعكس بعضها أثر الحرب على الأطفال.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، الفنان التشكيلي محمد الباشا، المشرف على الورشة، يشير إلى أن "الفن شيء أساسي يرافقنا في السلم والحرب، وفي الأخيرة تنقل ريشة المبدع ما تخفيه الكاميرا خلف سياسات الإعلام المفروضة، والفن المرسوم أو التشكيلي هو ذاكرة الأجيال على مر العصور، ومن خلاله عرفنا ما لم يرد نصه في الكتب، وإن ورد فالصورة أبلغ من الكلمة".
من جانبها، تقول الرسامة غيداء الورد، صاحبة أفضل عمل معبر عن الاعتداء على اليمن، لـ "العربي الجديد": "الرسم رسالتنا ووسيلتنا في ظل الحرب ننقل الألم من خلاله ونفتّش فيه عن الأمل".
بينما تقول حنان المدني، الحاصلة على جائزة أفضل عمل معبر عن الاحتلال: "أثّرت الحرب كثيراً على العمل الإبداعي، غير أن هذا التأثير اقتصر على الجانب المادي، لكنه لم يؤثّر على الإبداع الفكري لدى الفنانين، بل أسهم في تفجير طاقاتنا، وهو ما مكن بعض المشاركات من رسم أربع لوحات في يومين".
تأتي هذه التظاهرة في ظلّ تراجع الاهتمام بالنشاط الإبداعي التشكيلي في اليمن منذ سنوات بسبب الحرب التي سبقتها الأزمات السياسية والاقتصادية، وهو ما انعكس أثره على مختلف الجوانب بما فيها الجانب الثقافي.