في مقال يحمل طابعاً استشرافياً ونبرة إمبريالية تدعو الولايات المتحدة الأميركية إلى القيام باستعمار الدول العربية، التي تعيش حالة من الفوضى، أبرز موقع "فورين بوليسي" أنه قد حان الوقت مجددا لجلب الإمبريالية إلى الشرق الأوسط، بما أن النماذج التاريخية علمتنا أن نظام حكم الإمبراطوريات هو الحل الوحيد لحالة الفوضى التي تشهدها المنطقة، رغم كون الإمبراطوريات لم تعد تساير موضة العصر.
المقال أبرز أن حكم الإمبراطوريات كان هو نظام الحكم السائد لأطول مدة في التاريخ على الإطلاق، وأن سقوط الإمبراطوريات كان دائماً أمراً شائكاً، مشدداً على أن حالة الفوضى التي يعرفها العالم العربي في أجزاء من أفريقيا الشمالية، والجزيرة العربية، والشام، تتعلق فعلياً بالنهاية الأخيرة للإمبريالية.
وفي تفاصيل هذا التهاوي، أوضح مقال "فورين بوليسي" أننا نشهد اليوم سقوط ثلاث أنظمة حكم إمبريالية في الشرق الأوسط. الأول يتمثل في كون حالة الفوضى في الشرق الأوسط تجسد عدم قدرة بلدان المنطقة على إيجاد حل لسقوط الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، التي أطلق اختفاؤها العنان للخلافات القومية، والإثنية، والطائفية. أما النظام الثاني فيتمثل في الانهيار الداخلي، الذي حدث في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين، وانهيار سورية بعد مجيء الربيع العربي، وصعود الدولة الإسلامية الذي اختفت معه الحدود التي فرضها الاستعمار الفرنسي والبريطاني في العراق والشام. أما النظام الثالث فيتجسد في مقاربة النأي بالنفس عن التدخل فيما يجري في الشرق الأوسط من قبل الرئيس، باراك أوباما، وهو ما يشكل نهاية لدور أميركا كقوة عظمى في تنظيم وتهدئة المنطقة.
وحسب المقال فإن سقوط نظام صدام حسين في العراق، ومعمر القذافي في ليبيا، واندحار نظام بشار الأسد في سورية وضع حدّاً للطغاة، الذين حكموا بعد الاستعمار، والذين ارتبط حكمهم بالإرث الاستعماري بشكل عضوي.
المقال أضاف أنه رغم كل الاختلافات، فقد حكم هؤلاء الطغاة وفقا للحدود التي فرضها الأوروبيون، واعتمدوا على الهوية الوطنية لتجاوز الخلافات الطائفية، رغم أن الحدود التي أقامتها القوات الإمبريالية لم تتطابق دائما مع الاختلافات الطائفية والعرقية.
"فورين بوليسي" أوضحت أن الأنظمة الشمولية، التي تعتمد على القمع، هي الوحيدة القادرة على التحكم بهذه البلدان المصطنعة من حدود جغرافية غير واضحة المعالم، وعندما انهارت تلك الأنظمة تركت خلفها حالة من الفراغ القاتل. وختمت بالإشارة ضمنيا إلى قيام الولايات المتحدة الأميركية بالتدخل، مشددة على أن الإمبريالية كانت دائما تنجح في فرض النظام، رغم كونه نظاماً متخلفاً لا يساير العصر.
وأضاف المقال أن التحدي الآن يرتبط بإعادة فرض النظام أكثر من ارتباطه بإقامة الديمقراطية، لأنه من دون نظام لا يمكن أن يتمتع أي أحد بالحرية.
اقرأ أيضاً:
أنقرة وواشنطن تتفقان على دعم جوي للمعارضة السورية
المعارضة السورية أمام تحدي إدارة إدلب