كان لمنعطف الثورة التونسية (2011) أثرٌ بارز على الحياة الفنية في البلاد، غير أن السجالات السياسية والاجتماعية غطّت على المشهد الفنّي ليبقى غير مرئي بنسبة كبيرة بالرغم من أنه أحد أبرز مخرجات الثورة.
بمرور السنوات، بدت من الضروري توفير فضاءات تعرض هذا المشهد بعيداً عن الأفق الرسمي والتقليدي الذي عاشت على وقعه الحياة الثقافية التونسية لعقود في تونس. وفي هذا الإطار تأتي تظاهرة "فيفار تونس" أو "مهرجان الفن المعاصر التونسي في باريس"، التي تنطلق فعاليات دورتها الأولى اليوم وتتواصل حتى 16 من الشهر الجاري.
تقام التظاهرة في أكثر من فضاء في العاصمة الفرنسية، ويبلغ عدد الفنانين التونسيين المشاركين خمسة وثلاثين موزّعين بين مجالات عدة مثل المسرح والسينما والموسيقى والرقص والفنون التشكيلية.
من أبرز الفعاليات حلقة نقاشية بعنوان "الفنانون التونسيون اليوم" بمشاركة المخرج المسرحي فاضل الجعايبي، ومعرض تشكيلي يضمّ أعمال سُنية سعيّد ووسام بن حسين وهالة لمين وعماد جمّيل.
بداية من الخميس المقبل تنطلق العروض المسرحية، ومنها مسرحية "الهربة" للمخرج غازي الزغباني والذي يشارك في أدائها مع نادية بوستة ومحمد حسين قريّع، وهو عمل من إنتاج مسرح "لارتيستو" في تونس العاصمة، مقتبس عن نص للكاتب التونسي حسن ميلي.
تُعرض كذلك في إطار المهرجان مسرحية "حين رأيتك" لـ صالح فالح من إنتاج "المسرح الوطني التونسي"، وتختتم العروض مساء يوم الأحد المقبل بـ"أولاد جلابة" لـ رشدي بلقاسمي.