الأهوار، أو كما أُطلق عليها من قبل مستشرقين زاروا العراق في القرنين الماضيين "فينيسيا الشرق"، ذات الخصائص الطبيعية العالمية، فالمياه والقصب الكثيف والبردي جعلتها من أفضل المناطق الدافئة في المنطقة العربية، فضلاً عن تفوقها على باقي المسطحات المائية، كونها مناسبة دائماً لهجرة وتفقيس الطيور، من شتى بقاع الأرض، مع ملائمتها البيئية لتربية الجاموس وصيد الأسماك التي يعتمد عليها الآلاف من سكنة الأهوار، الذين يُطلق عليهم محلياً "المعدان".
وأضافت بيوت القصب ميزة أخرى وجمالية متفردة، لا سيما أنها متوارثة من السومريين وصولاً ليومنا هذا، مع دخول بعض التطورات العمرانية في تشييد "المضايف" العشائرية العراقية، التي ذاع صيتها في كل دول العالم، حتى أصبحت أيقونة مرتبطة بالأهوار والجاموس والجنوب العراقي.
لائحة التراث العالمي
وتغطي مسطحات الأهوار غالبية الأراضي المنخفضة الواقعة في جنوب السهل الرسوبي العراقي، وتكون على شكل مثلث فيه مدن العمارة والناصرية والبصرة. وتتسع مساحة الأراضي المغطاة بالمياه وقت الفيضان في أواخر الشتاء وخلال الربيع وتتقلص أيام الصيف. وانضمت إلى لائحة التراث العالمي في يوليو/ تموز 2017، لتصبح واحدة من ضمن محميات منظمة (يونسكو).
وشهدت الأهوار خلال الأشهر الماضية، تزايداً ملحوظاً بأعداد السائحين القادمين من مختلف محافظات العراق، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمائية، والتلون الأحيائي فيها، ومشاهدة أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة من سيبيريا ومناطق العالم الأخرى، لكنها ومع ذلك، تمر حالياً بأزمة مائية تمثلت بجفاف بعضها، خصوصاً التي تعتمد على نهر دجلة، في قضاء الجبايش (70 كيلومترا إلى الشرق من مدينة الناصرية)، وكذلك في مدينة ميسان.
في هذا السياق، قال علي الحيدري، وهو أحد سكان منطقة الأهوار، لـ"العربي الجديد"، إن "العديد من سكان الأهوار التي تعتمد على دجلة، نزحوا إلى المدن، وبعضهم اتجه إلى أهوار أخرى، بعد أن جفت أهوارهم، أما الذين يعتمدون على الفرات فقد بقوا في مكانهم. كان ارتفاع الأهوار ثلاثة إلى أربعة أمتار من المياه. الآن أصبح ارتفاع أهم هور في قضاء الجبايش، وهو هور البغدادي وكذلك هور أبو صوباط، عمقه لا يتجاوز نصف المتر".
الجفاف المخيف
من جانبه، قال رئيس منظمة حماية المياه العراقية، عدي البكري، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهوار تجف منذ سنوات ولكنها في الفترة الماضية وصلت إلى حد مخيف، إذ جفت بعض المسطحات المائية إلى درجة أنها ستؤثر على حياة المواطنين هناك وليس فقط على مستوى الزراعة والثروة الحيوانية".
وأضاف أن "الجفاف بدأ بالفعل منذ أيام عدة وبدأت مناسيب المياه بالنفاد التدريجي، ويتوقع أن تجف الأهوار بشكل تام خلال فترة وجيزة"، لافتاً إلى أن "مياه الأهوار الوسطى والتي تبدأ من نهاية سد الحفار في كرمة بني سعيد، والتي تعتبر بداية الأهوار الوسطى في المحافظة بدأت بالرجوع عكسياً إلى نهر الفرات، بعدما انخفضت مناسيب الأخير في شكل كبير".
من جهته، أكد المسؤول المحلي عباس العماري، أن "مناسيب المياه في مناطق الأهوار الوسطى جنوبي محافظة ذي قار انخفضت بشكل كبير ومتسارع، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة وتغير لون المياه بسبب هذه الملوحة"، موضحاً أن "سكان الأهوار باتوا يعيشون حالة رعب وخاصة مربي حيوانات الجاموس بسبب هذا الانخفاض".
وأضاف في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "مستقبل مناطق الأهوار مجهول"، مستغرباً، من "اللامبالاة التي تمارسها الجهات المعنية في الحكومات المحلية في المحافظات والمركزية في بغداد"، لافتاً إلى أن "منظمات حقوقية وبيئية ومجتمع مدني، رصدت وسجلت خلال الأسابيع الماضية نفوق العشرات من حيوانات الجاموس، فيما حذرت من انتشار وباء الكوليرا بسبب نقص المياه وشحها".
وتتراوح مساحة الأهوار بين 35-40 ألف كيلومتر مربع، وتتألف وحداتها الإدارية الصغرى من 20 ناحية ضمن المحافظات الثلاث التي تقع فيها منطقة الأهوار وهي محافظات (ميسان، ذي قار، البصرة) التي تعتبر مراكز التوازن المكاني والسكاني فيها.
وورد ذكر الأهوار في ملحمة جلجامش قبل خمسة آلاف عام باللغة السومرية، فضلاً عن بعض النصوص التوراتية التي ذكرت "جلجامش" وكيف بنى قارباً من قصب البردي وطلاه بالقار، وهي الطريقة ذاتها التي يستعملها سكان الأهوار في صناعة القوارب أو الزوارق الذي يسمونه بـ"المشحوف".
وأضافت بيوت القصب ميزة أخرى وجمالية متفردة، لا سيما أنها متوارثة من السومريين وصولاً ليومنا هذا، مع دخول بعض التطورات العمرانية في تشييد "المضايف" العشائرية العراقية، التي ذاع صيتها في كل دول العالم، حتى أصبحت أيقونة مرتبطة بالأهوار والجاموس والجنوب العراقي.
لائحة التراث العالمي
وتغطي مسطحات الأهوار غالبية الأراضي المنخفضة الواقعة في جنوب السهل الرسوبي العراقي، وتكون على شكل مثلث فيه مدن العمارة والناصرية والبصرة. وتتسع مساحة الأراضي المغطاة بالمياه وقت الفيضان في أواخر الشتاء وخلال الربيع وتتقلص أيام الصيف. وانضمت إلى لائحة التراث العالمي في يوليو/ تموز 2017، لتصبح واحدة من ضمن محميات منظمة (يونسكو).
وشهدت الأهوار خلال الأشهر الماضية، تزايداً ملحوظاً بأعداد السائحين القادمين من مختلف محافظات العراق، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمائية، والتلون الأحيائي فيها، ومشاهدة أنواع مختلفة من الطيور المهاجرة من سيبيريا ومناطق العالم الأخرى، لكنها ومع ذلك، تمر حالياً بأزمة مائية تمثلت بجفاف بعضها، خصوصاً التي تعتمد على نهر دجلة، في قضاء الجبايش (70 كيلومترا إلى الشرق من مدينة الناصرية)، وكذلك في مدينة ميسان.
في هذا السياق، قال علي الحيدري، وهو أحد سكان منطقة الأهوار، لـ"العربي الجديد"، إن "العديد من سكان الأهوار التي تعتمد على دجلة، نزحوا إلى المدن، وبعضهم اتجه إلى أهوار أخرى، بعد أن جفت أهوارهم، أما الذين يعتمدون على الفرات فقد بقوا في مكانهم. كان ارتفاع الأهوار ثلاثة إلى أربعة أمتار من المياه. الآن أصبح ارتفاع أهم هور في قضاء الجبايش، وهو هور البغدادي وكذلك هور أبو صوباط، عمقه لا يتجاوز نصف المتر".
الجفاف المخيف
من جانبه، قال رئيس منظمة حماية المياه العراقية، عدي البكري، لـ"العربي الجديد"، إن "الأهوار تجف منذ سنوات ولكنها في الفترة الماضية وصلت إلى حد مخيف، إذ جفت بعض المسطحات المائية إلى درجة أنها ستؤثر على حياة المواطنين هناك وليس فقط على مستوى الزراعة والثروة الحيوانية".
وأضاف أن "الجفاف بدأ بالفعل منذ أيام عدة وبدأت مناسيب المياه بالنفاد التدريجي، ويتوقع أن تجف الأهوار بشكل تام خلال فترة وجيزة"، لافتاً إلى أن "مياه الأهوار الوسطى والتي تبدأ من نهاية سد الحفار في كرمة بني سعيد، والتي تعتبر بداية الأهوار الوسطى في المحافظة بدأت بالرجوع عكسياً إلى نهر الفرات، بعدما انخفضت مناسيب الأخير في شكل كبير".
من جهته، أكد المسؤول المحلي عباس العماري، أن "مناسيب المياه في مناطق الأهوار الوسطى جنوبي محافظة ذي قار انخفضت بشكل كبير ومتسارع، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة وتغير لون المياه بسبب هذه الملوحة"، موضحاً أن "سكان الأهوار باتوا يعيشون حالة رعب وخاصة مربي حيوانات الجاموس بسبب هذا الانخفاض".
وأضاف في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن "مستقبل مناطق الأهوار مجهول"، مستغرباً، من "اللامبالاة التي تمارسها الجهات المعنية في الحكومات المحلية في المحافظات والمركزية في بغداد"، لافتاً إلى أن "منظمات حقوقية وبيئية ومجتمع مدني، رصدت وسجلت خلال الأسابيع الماضية نفوق العشرات من حيوانات الجاموس، فيما حذرت من انتشار وباء الكوليرا بسبب نقص المياه وشحها".
وتتراوح مساحة الأهوار بين 35-40 ألف كيلومتر مربع، وتتألف وحداتها الإدارية الصغرى من 20 ناحية ضمن المحافظات الثلاث التي تقع فيها منطقة الأهوار وهي محافظات (ميسان، ذي قار، البصرة) التي تعتبر مراكز التوازن المكاني والسكاني فيها.
وورد ذكر الأهوار في ملحمة جلجامش قبل خمسة آلاف عام باللغة السومرية، فضلاً عن بعض النصوص التوراتية التي ذكرت "جلجامش" وكيف بنى قارباً من قصب البردي وطلاه بالقار، وهي الطريقة ذاتها التي يستعملها سكان الأهوار في صناعة القوارب أو الزوارق الذي يسمونه بـ"المشحوف".