لا تزال السلطات الإيرانية تحظر تدريس اللغة العربية في إقليم الأهواز الذي يقع جنوب البلاد منذ عام 1925، ورغم انحسار الكتابة بها إلا أن العديد من الكتّاب واصلوا التأليف بلغتهم الأم مثل الشاعر حسين الطرفي (1937)، والباحث والكاتب عباس الطائي (1944)، وعادل الحيدري (1975) وآخرين.
ظلّ حضور الأدب الأهوازي عربياً محصوراً بعدد قليل من الأسماء التي درست في بعض المدن العربية أو نشرت في صحافتها، ومن هؤلاء الشاعر حمزة كوتي الذي أصدر حديثاً مجموعته الشعرية الأولى "في البدء كان الجسر" عن "سلسلة الإبداع العربي" التي تصدرها "الهيئة المصرية العامة للكتاب" في القاهرة.
يذهب الشاعر في تجربته نحو لغة مكثفة ومختزلة مضمنّاً تساؤلاته وتأملاته الوجودية التي يبثها في قصائده، كما يكتب في إحداها "خذ قطعة الذهب، لك الخاتم في خنصري/ أفلا ترى المرآة أيها الخفاش مقلوبة؟/ ما معنى ما بعد الطبيعة؟ هل الطبيعة هي أمّ أم امرأة حامل؟".
تشير الكلمة على غلاف المجموعة إلى أن "نصوص كوتي تخلو من مأزق التكرار أو إعادة الإنتاج رغم العدد الكبير للقصائد".
كما ورد فيها "يضم الكتاب مئة نص تنتمي إلى قصيدة النثر، كاشفة عن خبرة فنية ولغوية اكتسبها الشاعر عبر رحلة مع القراءة والتأمل والترجمة التي يمارسها مراوحة بين اللغة العربية والفارسية، كما أن النزعة الإنسانية واضحة في الديوان، الذي اتسمت نصوصه بالقصر والتكثيف، تتناول ما يعانيه الفرد من تشكك في الوجود وجدوى أفكاره، ليشيع جواً من الحزن العميق الشفيف الذي يدعمه تراكم النصوص وتنوّع ضروب الخيال وتوليد الدلالات من نص لآخر، فيقصي العدمية عن اليأس الدافع بصاحبه إلى التشبث بفعل الإبداع في معناه الواسع، مما يثري الديوان بروافد تراثية وأخرى من ثقافات عالمية".
يُذكر أن كوتي ولد في الأهواز في إيران عام 1983 ودرس الأدب العربي في جامعة طهران، وينشر قصائده في عدد من الصحف والمجلات وفي مقدمتها "العربي الجديد". ترجم إلى الفارسية عدّة مجموعات لشعراء عرب منها "تنبأ أيها الأعمى" و"الحديقة الفارسية" للشاعرين السورييْن أدونيس ونوري الجراح.