اختتم مؤخراً في "محترف شبابيك للفنون المعاصرة" في غزّة معرض "في حضرة الطبيعة" للفنان التشكيلي الفلسطيني ماجد شلا، قدم خلالها نحو 50 عملاً تناولت الطبيعة وتجلياتها.
اللوحات منفردة، أو مجزأة إلى لوحات أصغر ضمن تركيب شكّل في مجملها تعبيراً واحداً. ومن حيث العناصر الطبيعية، سيطرت الزهور والأشجار والأراضي المفتوحة كالسهول والعشب، في حين غاب رمز غزة المتمثل في البحر وتجلياته وعوالمه، أما اللون فكان متوافقاً مع العناصر فجاءت اللوحات زاهية ومتفتحة.
شلا بيّن أن هذا المشروع استحوذ على اهتمامه قبل عام، بعد مشروع "وجوه محاصرة"، الذي اتسم بالكآبة والألم الذي تعيشه غزة الآخذة بالتحوّل من مدينة تُعرف بحدائق البرتقال والليمون إلى حدائق من الإسمنت وحطام القصف، موضّحاً أن غياب البحر عن لوحاته كان بسبب حضوره الدائم في جميع أعماله السابقة، في الوقت الذي تتآكل فيه الطبيعة النباتية، وتعاني خطر الاندثار لصالح المكعبات الإسمنتية والنفايات والتلوّث الذي ضاعفته سنوات الحصار.
وعن توجهه للطبيعة قال: "لتنفض أرواحنا من أوجاعها، وتحرّر دمنا من سلبية الإيقاع الرتيب التي تتراكم مثل غبارٍ على قلوبنا، فنعرف فوراً لماذا علينا أن نحفظها من غول الخراب، لتبقى لمن سيأتون بعدنا".
ولفت إلى أن هذا المعرض شخصي وبتمويل ذاتي، داعياً الفنانين إلى عدم انتظار مموّلين لعرض إنتاجهم وإلا فإن أعمالهم لن تأخذ حقها.
الفنان والناقد التشكيلي عبد الله أبو راشد يقول عن المعرض: "مسارات الغواية التعبيرية في المعرض تعكس محمولات المعنى وترجمات المبنى الشكلي المتواتر في حركية لونية متوازنة بالرغم من كثافة عناصرها المتناسلة، وهي رشيقة متحركة تأخذ من درجاتها اللونية وتدرجاتها الاشتقاقية الموزعة والمتداخلة ما بين الحارّ والبارد، ليكتمل المشهد في مسرح الغناء البصري ضمن مقاربة للطبيعة ورقص الفنان الإنسان".
ويضيف أبو راشد: "هذه اللوحات فسحة لرقص لوني مُحمّل برمزيات، موصول بريشتها المتحررة من قيودها النمطية. إنها تبحث عن ظلّها العالي في تحويرات الصورة بانطباعية تأثيرية تجد لعناصرها ومفرداتها الموصوفة والمُتجلية في الطبيعة الخلوية أنيساً، ولها أيضاً مرتكزات سردية قادرة على سبك جميع مقومات نصه البصري ومفرداته".