لنطلق العنان لخيالاتنا، ونتخيل مثلاً مثلاً طالباً للتو أنهى مرحلته الابتدائية، فقرر بكل ثقة أن يذهب لوالديه ويخبرهما أنه يود دخول الجامعة! أو مثلاً مثلاً أنك تخرجتَ هذا العام من جامعتك وحصلتَ على وظيفتك الأولى، وبعد شهر قررتَ أن تدخل غرفة مدير الشركة لتخبره أنه لا يصلح للإدارة وتود أن تأخذ مكانه!.. ممكن؟.. هل يمكن أن يحدث أمرٌ كهذا؟.
طيب لو تخيلنا بلدا حصلت فيها "ثورة" لا على البال ولا الحسبان، وخلال فترة قصيرة جدا تحولت إلى ثورة مُسلحة، وخلال فترة قصيرة أيضا، صرنا نسمع بمصطلح "جهاد"، وشباب كثيرين تخسرهم أوطانهم تحت ذات المُسمى! هذه ممكن؟ أتوقع أننا عُدنا للواقع الآن!
يُحكى أنه كان لي صديق، كان مُهندساً مدنياً، حدث أن اندلعت ثورة، فجأة أصبح يقاتل مع الجيش الحر، لم يُكمل أياماً معدودات حتى أخذ الله أمانته، انتهت القصة!. وخسر الوطن مُهندسا كان يحلم أن يبني وطنه.
صدقوني هذه القصة لا تختلف البتة عمّا استنكرتموه في بداية مقالي. هي ذات القصة تماما، نطلب غير المستطاع فندخل في متاهات لا يُعرف أولها من آخرها!
جهاد؟.. من منا يفهم معناه.. ويدرك كيف ومتى وأين ولماذا يكون الجهاد؟.. أين هي الشعوب التي تدرك وتفهم وتستطيع أن تجاهد؟.. وهل فعلا جهاد السلاح لشباب لم يمسك في عمره قطعة سلاح فكرة جائزة أصلا؟!.
أموت ألف مرة عندما نسمع بنداءات بأن الوطن يحتاج المزيد من الشباب للقتال في أرض المعركة.. كُل يوم نخسر من خيرة الشباب ما يكفي لبناء عشرة أوطان.. وما زلنا نسميه جهاداً!
أذكر حتى اليوم جزءا من محاضرة لأحد الشيوخ، لا يحضرني اسمه، يمتدح فيها الشباب "الصايع"، بنية أن يظهر لنا أن في الشباب خيراً. يقول إنه سمع أحدهم يقول لو حدث وفتح لنا مجال الجهاد لذهبنا دون تردد! ويؤكد بعد ذلك مقولتهم ويبارك فيها!
أؤمن بأن ما يحدث في سورية ليس جهادا بمعناه الحقيقي، طالما أن كثيرا ممن يُقتل فيه هم شباب ما زالوا في مراحل أبعد ما يكونون فيها عن الجهاد!. الجهاد قيمة عميقة جدا نصل إليها بعد أن نفهم ديننا الأصل جيدا، لنصل إلى فهم حقيقي لمفهوم الجهاد والدفاع عن الوطن.
نضحك على أنفسنا إن قُلنا إن سورية ستحرر على يد الجيش الحُر مثلا! ونضحك على أنفسنا أكثر إن قلنا إنه لا رجوع عن الحل العسكري لأننا في نصف المعركة، ونضحك حقيقة على أنفسنا إن أسمينا ما يحدث في سورية جهادا!
الجهاد الحقيقي اليوم هو أن "نُفكر" ونتسلح بأسلحة كثيرة حاربونا بها في عقر دارنا دون أن نشعر، شبابنا بحاجة للدارسين والمتعلمين، للبحاثين المخترعين، للسياسيين الدهاة المحنكين، للإعلاميين المخضرمين، للشيوخ المعاصرين المدركين للدين بمعناه الحقيقي.. "للخبراء العسكريين".. لكل ما يختص بـ "ثورة" العقول. مرحلة لا يُمكن أن نتخطاها البتة، لنُفكر بعدها بالجهاد وما بعده!
لا عيب أن نُدرك الخطأ فنصححه.. العيب أن نُكمل في الطريق الخاطئ وخساراتنا كل يوم تزيد! يكفينا كذبا على أنفسنا.. مسار الثورة السورية بشكله الحالي خاطئ.. لنتوقف لبرهة ونعيد الحسابات مرة أخرى!
قلّك جهاد قال!
(سورية)
يُحكى أنه كان لي صديق، كان مُهندساً مدنياً، حدث أن اندلعت ثورة، فجأة أصبح يقاتل مع الجيش الحر، لم يُكمل أياماً معدودات حتى أخذ الله أمانته، انتهت القصة!. وخسر الوطن مُهندسا كان يحلم أن يبني وطنه.
صدقوني هذه القصة لا تختلف البتة عمّا استنكرتموه في بداية مقالي. هي ذات القصة تماما، نطلب غير المستطاع فندخل في متاهات لا يُعرف أولها من آخرها!
جهاد؟.. من منا يفهم معناه.. ويدرك كيف ومتى وأين ولماذا يكون الجهاد؟.. أين هي الشعوب التي تدرك وتفهم وتستطيع أن تجاهد؟.. وهل فعلا جهاد السلاح لشباب لم يمسك في عمره قطعة سلاح فكرة جائزة أصلا؟!.
أموت ألف مرة عندما نسمع بنداءات بأن الوطن يحتاج المزيد من الشباب للقتال في أرض المعركة.. كُل يوم نخسر من خيرة الشباب ما يكفي لبناء عشرة أوطان.. وما زلنا نسميه جهاداً!
أذكر حتى اليوم جزءا من محاضرة لأحد الشيوخ، لا يحضرني اسمه، يمتدح فيها الشباب "الصايع"، بنية أن يظهر لنا أن في الشباب خيراً. يقول إنه سمع أحدهم يقول لو حدث وفتح لنا مجال الجهاد لذهبنا دون تردد! ويؤكد بعد ذلك مقولتهم ويبارك فيها!
أؤمن بأن ما يحدث في سورية ليس جهادا بمعناه الحقيقي، طالما أن كثيرا ممن يُقتل فيه هم شباب ما زالوا في مراحل أبعد ما يكونون فيها عن الجهاد!. الجهاد قيمة عميقة جدا نصل إليها بعد أن نفهم ديننا الأصل جيدا، لنصل إلى فهم حقيقي لمفهوم الجهاد والدفاع عن الوطن.
نضحك على أنفسنا إن قُلنا إن سورية ستحرر على يد الجيش الحُر مثلا! ونضحك على أنفسنا أكثر إن قلنا إنه لا رجوع عن الحل العسكري لأننا في نصف المعركة، ونضحك حقيقة على أنفسنا إن أسمينا ما يحدث في سورية جهادا!
الجهاد الحقيقي اليوم هو أن "نُفكر" ونتسلح بأسلحة كثيرة حاربونا بها في عقر دارنا دون أن نشعر، شبابنا بحاجة للدارسين والمتعلمين، للبحاثين المخترعين، للسياسيين الدهاة المحنكين، للإعلاميين المخضرمين، للشيوخ المعاصرين المدركين للدين بمعناه الحقيقي.. "للخبراء العسكريين".. لكل ما يختص بـ "ثورة" العقول. مرحلة لا يُمكن أن نتخطاها البتة، لنُفكر بعدها بالجهاد وما بعده!
لا عيب أن نُدرك الخطأ فنصححه.. العيب أن نُكمل في الطريق الخاطئ وخساراتنا كل يوم تزيد! يكفينا كذبا على أنفسنا.. مسار الثورة السورية بشكله الحالي خاطئ.. لنتوقف لبرهة ونعيد الحسابات مرة أخرى!
قلّك جهاد قال!
(سورية)