لا يزال فن القصة المصوّرة في العالم العربي يجد صعوبة في الانفصال عن الفنون العديدة التي يتشابه معها، مثل الرواية أو الرسوم الكاريكاتيرية، ما يزيد من تقييد حركته.
لعل تجربة "المهرجان الدولي للقصة المصوّرة" (كايرو كوميكس)، الذي اختتمت دورته الأولى اليوم في القاهرة، تمثل فرصة لتبيين ملامح هذا الفن وتمرير أفكار صانعيه لجمهور محدّد.
كانت الدورة قد انطلقت يوم 30 أيلول/ سبتمبر، وشارك فيها قرابة 80 فناناً، من عرب وأجانب، بين كتّاب سيناريو ورسّامين ومحرّري مجلات وغيرهم.
انطلق المهرجان بمبادرة من أربعة رسامين وكتّاب روايات مصوّرة هم مجدي الشافعي ومحمد شناوي والثنائي محمد وهيثم رأفت (توينز كارتون).
من أبرز فعاليات المهرجان إلى جانب المعارض، تظاهرة "ع السطوح" التي ضمّت عدداً من النقاشات والمحاضرات، توزّعت على ثلاثة أيام.
ناقش المشاركون في أمسيةٍ بعنوان "المطبخ" الصعوبات التي تواجه صناعة القصة المصوّرة خصوصاً في البلاد العربية التي لم يتأسس فيها هذا الفن على مستوى التقبّل الجماهيري أو الدعم والاعتراف الرسمي.
وفي أمسية "غرف النوم" تحدّث المشاركون عن مواجهة هذا الفن للتابوهات والسلطات بمختلف أبعادها السياسية والدينية والاجتماعية، حيث يظل واقع حرّيات هذا الفن أقل بكثير من المنتظر. أما أمسية "الصالون" فقد كان محورها البحث في الحلول التي تجذب الجمهور لهذا الفن.
على مستوى المسابقات، فازت مجلة "مخبر 619" من تونس بجائزة أفضل مجلة مطبوعة، في حين آلت جائزة أفضل سلسلة مصوّرة منشورة إلكترونياً إلى المصرية دينا محمد عن روايتها المسلسلة "القاهرة" التي تتناول قضية التحرّش الجنسي.
أما أفضل رواية مصورة منشورة ورقياً، فقد ذهبت جائزتها إلى أحمد خالد توفيق وحنان الكرارجي عن عملهما المشترك "تأثير الجرادة".
اقرأ أيضاً: سلسلة "تاريخ الأفكار": الفلسفة كخدمة عمومية