فاجأت التظاهرات الأخيرة في لبنان والعراق التوقعات والتصورات، وطرحت سؤالاً معقداً حول طبيعة وإمكانيات وتأثير أي حراك للمجتمع المدني في سياقات معقدة سياسياً واجتماعياً، كما هي الحالة في البلدين.
في هذا السياق، يأتي مؤتمر "كسر القوالب" الذي ينظّمه "معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية" في الجامعة الأميركية ببيروت يومَي الرابع والخامس من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
يسعى المؤتمر، بحسب القائمين عليه، إلى رصد وتحليل تأثير حراك المجتمع المدني على صنع السياسات في العالم العربي، حيث يجري عرض نتائج 92 حالة دراسية جرت كتابتها خلال العام المنصرم في عشرة بلدان عربية.
المؤتمر يأتي ضمن برنامج "الفاعلون في المجتمع المدني وصنع السياسات في العالم العربي" الذي أطلقه المعهد العام الماضي، وهو الجزء الثاني من مشروع بحثي مطوّل عنوانه "كسر القوالب: الفاعلون في المجتمع المدني العربي ومحاولة التأثير على السياسات العامة".
قام الباحثون المشاركون بدراسة المحاولات التي قام بها المجتمع المدني العربي بكافة توجهاته، وهيكلياته واختلافاته من أجل التأثير على السياسة العامة في مجالات عديدة.
أحاط هذا البحث بحركةذات المجتمع المدني في عشر دول عربية هي لبنان، سورية، فلسطين، الأردن، مصر، المغرب، تونس، العراق، اليمن ودول الخليج العربي وصدرت عنه دراسات تناولت دور المجتمع المدني في مختلف المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والجندرية والتعليمية والصحية والبيئية.
شارك في عملية الرصد التي استمرت ما يقارب سنة ونصف 25 باحثاً وباحثة ومجموعة بحثية في كل بلد، وكشفت النتائج أثر البيئات التي يعمل فيها المجتمع المدني على أساليبه ومقاربته لمختلف القضايا، كما على النتيجة التي كان يحصدها بالمحصّلة لناحية التأثير على صانعي السياسات وعملية صنع القرار.
ألقت الحالات الدراسية الضوء على مختلف الإشكاليات المرافقة لعمل المجتمع المدني في مناطق النزاعات، وحيث يتصاعد التضييق على الحريات وعلى الحيّز المدني، بالإضافة إلى الأثر الذي أفرزته الانتفاضات العربية على منطق العمل المدني وأطره.