"كشك الخريجين"... أسلوب شاب من غزّة لتجاوز البطالة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
19 أكتوبر 2019
84D6E933-073E-497F-B5A5-4EE1DC526C99
+ الخط -
على طريقته الخاصة، اختار الشاب الفلسطيني سعيد لولو إطلاق مشروع "كشك الخريجين"، آملاً من خلاله أن يتغلب على شبح البطالة الملازم له منذ تخرجه من إحدى الكليات المحلية بغزة عام 2007 دون أن يحصل على فرصة عمل ثابتة.

ويقف الشاب لولو (32 عاماً) على أحد المفترقات الرئيسية بمدينة غزة أمام كشكه الذي يبيع المشروبات الساخنة السريعة لسائقي السيارات والمشاة إلى جانب بعض الأنواع من السجائر، بعد أن ساعده أصدقاؤه والمحيطون به في توفير مستلزماته الأساسية.

ويتوقف المارة أمام عربته الخشبية البسيطة متأملين لوحة تحمل اسم "كشك الخريجين"، في حين يسأل بعضهم عن أسباب اختياره للاسم، ويكتفي الشاب الغزي بالإجابة بعبارة "هذا حالي وحال الخريجين".

ووفق بيانات حكومية ودولية، وصلت نسبة البطالة في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006 إلى 52 في المائة حتى نهاية عام 2018، وتخطت نسبة 65 في المائة بين فئة الشباب، فيما زادت نسبة الفقر عن 80 في المائة.

53 % نسبة البطالة في غزة (عبد الحكيم أبو رياش) 

ويرجع لولو في حديثه لـ "العربي الجديد" أسباب توجهه نحو مشروع "كشك الخريجين" إلى عدم وجود فرص عمل في القطاعين العام والخاص، بالرغم من حصوله على شهادته الجامعية في مجال العلاقات العامة والإعلام.

ويقول إن فكرته بسيطة وتحمل هدفاً يسعى من خلاله للإشارة إلى واقع الشباب الخريجين في القطاع الذي وصل إلى درجة اليأس وانسداد الأفق، على أمل أن يحمل المستقبل القريب أي تحسن في الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية.

المشروع أنقذه من البطالة بعد التخرج (عبد الحكيم أبو رياش) 




وسبق أن حصل الشاب الثلاثيني على فرص عمل مؤقتة تدوم لثلاثة أشهر من قبل وزارة العمل بغزة عام 2016 بعد أن خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام، قبل أن تتوقف نتيجة للعقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية في نيسان/ أبريل 2017.

يوفر المكان مصدر دخل يعيل عائلته (عبد الحكيم أبو رياش) 

ويمنّي الشاب لولو نفسه بأن تشكل عربته الخشبية البسيطة التي ساعده بعض الأصدقاء والمقربين منه في صناعتها، مصدراً للدخل يتمكن عبره من إعالة أسرته المكونة من سبعة أفراد، خصوصاً وأن له شقيقين يعملان في ذات المجال.

سوق العمل لا يستوعب أكثر من 25 % من الخريجين (عبد الحكيم أبو رياش) 

حالة الخريجين وصلت إلى مرحلة الانهيار في ظل إهمال الحكومات المختلفة بغزة والضفة الغربية المحتلة وصمت الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني عمّا يجري بحقهم، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي، كما يقول لولو.

ووفق لولو فإن تدشين المشاريع الفردية البسيطة بات توجهاً واضحاً ووسيلة للشباب في القطاع الهارب من البطالة والفقر، سيما وأن الكثيرين من هؤلاء الشبان يحملون شهادات جامعية في شتى المجالات والتخصصات وبعضهم أنهى دراسته العليا.

ووفق تقديرات مختصين وأكاديميين فلسطينيين فإن الجامعات المحلية في غزة تخرّج سنوياً من 15 إلى 18 ألف خريج من مختلف التخصصات الجامعية، لا يتم استيعاب إلا ما نسبته 20 إلى 25 في المائة في سوق العمل، وينضم البقية لطابور البطالة.
دلالات

ذات صلة

الصورة
عراقي يتحدى إعاقته (العربي الجديد)

مجتمع

لم يستسلم الشاب العراقي مصطفى إسماعيل (30 عاماً) المصاب بالشلل الرباعي لإعاقته، ولا للظروف المعيشية الصعبة المحيطة به، وتمكّن متسلحاً بالإرادة الصلبة من تحقيق حلمه في افتتاح مكتبته الخاصة، أخيراً، في شارع النجفي بمدينة الموصل.
الصورة
ورشة متنقلة لغسيل السيارات في إدلب (عامر السيد علي)

مجتمع

تتعدد معاناة النازحين في مدينة إدلب السورية. ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد سكان وقاطني المدينة حاليا، إلا أن التقديرات تشير إلى نحو نصف مليون شخص، وهذا الرقم هو ثلاثة أضعاف آخر إحصائية قبل اندلاع الثورة السورية عام 2010 بعدد 150 ألف شخص.
الصورة
تحرك شعبي في تونس (العربي الجديد)

مجتمع

طالب محتجون من مختلف التحركات الاجتماعية، وعاملون في التشغيل الهش، وعائلات مهاجرين مفقودين، وعمال حضائر (بعقود مؤقتة)، اليوم الجمعة، بتسوية ملفاتهم وضمان العيش الكريم، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يوافق 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
الصورة
صورة إبداعية عن الكساد/ العربي الجديد

اقتصاد

استعاد العالم هذه الأيام شبح الكساد الكبير (أو العظيم) الذي ضرب العالم في 1929 لمدة 10 سنوات، وخلّف انهيارات في "وول ستريت" وأسواق المال الكبرى، ومعدلات بطالة وفقرٍ عالية، وحالات إفلاس واسعة وسقوط اقتصادات ومؤسسات وشركات في بئر الانكماش والركود.