يقف معرض "كنوز الإسلام في أفريقيا" الذي افتتح في الرابع عشر من الشهر الماضي في "معهد العالم العربي" في باريس ويختتم في الثلاثين من تموز/ يوليو المقبل، عند الكتابة بوصفها العامل الأساسي في الحضور العربي في القارّة السمراء.
"من داكار إلى زنجبار ومن تمبكتو إلى آرار"، هو شعار المعرض الذي يضمّ 300 قطعة فنية متنوّعة تعكس ثلاث فضاءات تطوّرت اجتماعياً وثقافياً بعد وصول الإسلام إليها بفضل شبكات التجارة والتواصل؛ القرن الأفريقي ووادي النيل، والمنطقة السواحلية، وغرب أفريقيا، وكيف تعبّر عن إيمانها وعقائدها بالفن حتى اليوم.
كما تُصوّر الأعمال المعروضة ثلاث مراحل رئيسية، هي بدايات دخول المسلمين إلى أفريقيا في جنوب الصحراء الكبرى خلال القرن الثامن الميلادي، حيث تصبح الصحراء مكاناً هامّاً للتبادل والتنقّل، ثم بدء ظهور العمارة الدينية وطقوس العبادة وممارسة السحر، عبر أفلام فيديو تعرض تاريخ التصوف الأفريقي وتطوّره، وصولاً إلى انتقال الثقافة العربية الإسلامية إلى هذه المجتمعات عبر الفن والحِرَف اليدوية، وتجلّيه في الأثواب المطرزة والحلي الفضية والتمائم الجلدية لدى الطوارق .
إلى جانب ذلك، تُعرض مخطوطات تشير إلى ظهور المراكز العلمية والدينية على يد علماء أفارقة وعرب في تمبكتو وآرار في إثيوبيا، وكانو في نيجيريا، وتتضمّن مصاحف وكتب دينية وعلمية تعود إلى تلك الحقبة وتعرض لأوّل مرة.
ويُكرَّم أيضاً عدداً من روّاد الفن المعاصر باعتبارهم شهوداً على تاريخ هذه التبادلات الغنية وامتدادها في تجاربهم، وهم: رشيد قريشي من الجزائر، وحسن موسى من السودان، وعبداللاي كوناتي من مالي، ويوسف ليمود من مصر، وآيدا مولونيه من السنغال.
يهدف المعرض إلى "كسر الصور النمطية والجهل في الغرب بشأن مزاعم انتشار الإسلام بالقوة، وإبرازه كدين انتشر سلمياً وليس عبر العنف كما تفعل حالياً الجماعات الإرهابية المنتشرة في دول الساحل والصحراء"، وكذلك إلى "التحذير من خطر تدمير التراث الإسلامي على يد هذه الجماعات" بحسب المنظّمين.