في عام 2004، أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية قرارا يمنع الإسرائيليين من العمل في أراضي قرية "كيسان"، شرق بيت لحم. واليوم فوجئ سكان القرية الفلسطينية بأربع جرافات إسرائيلية، يسير أمامها مستوطنون، وخلفها جنود الاحتلال، تمسح أرضهم، تمهيدا لبناء منطقة صناعية إسرائيلية، أو مستوطنة جديدة.
سكان القرية الفلسطينية الصغيرة اعتقدوا أنهم أقوياء، بما يحملونه من أوراق أصدرتها أصلا محكمة إسرائيلية تدين الإسرائيليين، فركض المزارعون الفلسطينيون إلى بيوتهم وأحضروا قرارات منع الإسرائيليين من العمل في الأرض، فضحك الجنود بسخافة، ولم تتوقف الجرافات عن تدمير تضاريس 600 دونم من أراضي "كيسان".
وقال رئيس مجلس قروي كيسان، حسين غزال، في اتصال مع "العربي الجديد": "أنا الآن مع أهالي قريتي المعتصمين في الموقع، ها هي الجرافات الإسرائيلية تعمل على بُعد 10 أمتار من بيوتنا، لقد منعنا الجيش من دخول الأرض، ها هو الجيش يهاجمنا، إنهم يطوقوننا من كل الجهات، الأمور تتأزم بيننا وبينهم، ها هم يقتربون من الناس".
ويعلو الصراخ عبر سماعة الهاتف، صوت جندي إسرائيلي يتكلم بالعبرية، يرد عليه فلسطيني "اخرجو أنتم وجرافاتكم من أرضنا يا لصوص".
يطلب غزال من الناس الهدوء، كي لا تحصل اشتباكات، فيرد شخص آخر "هؤلاء لا يردعهم الهدوء"، ويستمر الصراخ بتكرار "هذه الأرض لنا".
يضيف غزال "كما تسمع الأمور مشحونة جدا، الجيش يتعمد استفزازنا" وينادي غزال بصوت عال "تعال يا أيوب، احكِ للصحافة".
أيوب عبيات، مواطن فلسطيني من كيسان، يملك 450 دونما في المنطقة التي احتلتها جرافات الاحتلال وجيشه، ومعه أوراق ملكية للأرض تعود إلى الحقبة العثمانية.
يقول أيوب: "يريدوننا أن نصبر وجرافاتهم تدق شراييننا وتقطع قلوبنا، هذه الأرض لي، ورثتها عن جدي محمد عوض الله عبيات، ومعي كوشان عثماني بالأرض، سيصادرون من أرضي 30 دونما كما قالوا، لكنني لا أصدقهم، الأرض تضيع أمام عيني، أنا أملك 450 دونما بجوار 600 دونم قرروا مصادرتها، سيسرقونها كلها، أنا أعرف بلطجتهم".
توجه عبيات فور نزول الجرافات في أرضه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، واستطاع محاميه، بما يملك من أوراق تثبت حق الفلسطينيين في الأرض، انتزاع قرار من المحكمة بوقف أعمال التجريف، لكن الجيش لم يهتم بقرار المحكمة.
يؤكد عبيات "لقد فقدنا أعصابنا، الارتباط المدني الإسرائيلي قال إنه لا يستطيع فعل شيء حيال رفض الجيش الالتزام بقرار المحكمة، يقولون إنهم بصدد بناء منطقة صناعية، لكنني أرى المستوطنين يقودون الجرافات ويدلّونها أين تحفر".
وتقع قرية كيسان بين ثلاث مستوطنات إسرائيلية تعزلها عن محيطها الفلسطيني، ومتى اكتملت السيطرة الفعلية على 600 دونم أخرى حولها، ستصبح القرية مثل جزيرة غريبة وسط بحر الاستيطان الهائج في الضفة المحتلة.
اقرأ أيضا:
الاحتلال يدمر أراضي زراعية ويهدم منزل قاضٍ شمالي الضفة
الاحتلال الإسرائيلي يهدم 6 منشآت سكنية وزراعية جنوبي نابلس
عائلة شماسنة المقدسية في مواجهة التهويد