تحت عنوان "لقاء مؤقت"، انطلقت أمس وتتواصل اليوم الجلسات النقاشية التي ينظمها "مركز الصورة المعاصرة" في القاهرة، والتي تطرح موضوع ممارسات النشر المنظمة ذاتياً، وتسائل النشر الذاتي أو المستقل في السياق المصري، حيث يقدم المشاركون تجارب جديدة في هذا السياق، كما يعود بعضهم إلى تاريخ التجارب الأولى في النشر المستقل والتي يرجع بعضها إلى مطلع الستينيات، وكان تعتبر وقتها وسائل لمقاومة مركزية النشر في القاهرة أو سلطة الناشر بالعموم.
تتضمن فعاليات اليوم نقاشات نقدية حول الممارسات المحلية للنشر الذاتي والمستقل، وكيف يمكن تنفيذ مطبوعات/ منشورات باستخدام وسائل معقولة التكلفة كماكينات التصوير وطباعة الشاشة الحريرية، ودور وسائل التعبير قصيرة الأمد والهامشية في وقتنا الحالي وارتباطها بعلاقات اجتماعية وسياسية أوسع.
كما تُعرض أعمال من الأداء والتجهيزات الفنية موضوعها مطبوعات جماعية وفردية، لكل من أحمد هاني، ونور صافوري، ونور كامل، وملك الصاوي، ومويرة عادل، وشهد الصباغ، وسارة فخري اسماعيل، ومحمد أحمد أمين، وأميرة موسى، وعبد الرحمن حسين، وأحمد رفعت.
"الماستر" كانت موجة في المجلات الثقافية والأدبية بدأت في النصف الأخير من الستينيات
يبدأ اليوم مع إصدار "حوار مع نظرية الفرخ المقطوع" وهي مطبوعة لنور الصافوري وملك الصاوي، ومطبوعة "نسخ منفلتة" لمحمد أمين، وهي نص أولي يحاول العمل على التفكير في طبيعة العلاقات الشكلية والموضوعية فيما بين النشر الورقي والإلكتروني، ومن خلال الاشتباك مع عدد من المفاهيم المرتبطة مثل الملكية والإتاحة، والتسارع والبطء، وسياسات التخفي والإعلان.
وتعقد مساءً مناقشة جماعية حول توزيع المطبوعات المستقلة والفنية، حيث تطرح أسئلة حول البنية التحتية الحالية التي تدعم حركة النشر البديل في مجالات الفنون والثقافة. ويُطلق مساء أيضاً "يوميات معاد إنتاجها" لأحمد هاني، وهو كتاب مصور يتناول فيه هاني زيارة مشاهد من حياة اليومية بعد انتقاله إلى القاهرة.ويختتم اليوم بقراءة حية لمطبوعة "بصيرة" التي نفذتها "المجموعة الفنية جاز"، تلقيها الفنانة سارة فخري إسماعيل.
أمس تركزت النقاشات التي قدمها محمد يحيى وأحمد منجي حول "مجلات الماستر بين 1960 و1980"، بوصفها جزءاً من تاريخ النشر المستقل في مصر، حيث أن "الماستر" كانت موجة في المجلات الثقافية والأدبية بدأت في النصف الأخير من الستينيات، ويُمكن اعتبارها حركة نشر مستقلة في صورة مجلات ثقافية ظهرت في نهاية الستينيات مستخدمة تقنيات طباعة رخيصة نسبياً وسريعة، حيث أسهمت تلك المجالات في فتح مجالات أوسع للكتابة وفي ظهور تيارات ثقافية خارج المركز في الأقاليم، واعتُبرت وقتها وسيلة لمقاومة هيمنة الوسط الثقافي في القاهرة على من ينشر وأين.
ما يُعرض اليوم هو نتيجة لبرنامج امتد لثمانية أسابيع تحت عنوان "لقاء مؤقت"، ولكنه نتيجة لظروف كورونا امتد لسبعة أشهر، شارك فيه فاعلون ثقافيون من خلفيات في التصميم الغرافيكي، والتصوير الفوتوغرافي، والنظرية النقدية، والشعر، والرقص، والفنون البصرية.