ينعقد "مهرجان لندن السينمائي الدولي" وسط أجواء مضطربة، تشهد فيها العاصمة تظاهرات العاملين في قطاع السينما والمطالبين برفع أجورهم، كما أنه ينظّم لأول مرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومحاولة عاصمة الضباب أن تُظهر مكانتها الثقافية بالنسبة إلى أوروبا حتى وإن لم تعد شريكة في اتحادها، وكذلك ينطلق المهرجان وسط أجواء من ازدياد العنصرية ضد المهاجرين وفتح أسئلة الهوية والاندماج.
بالنسبة إلى الاحتجاجات ستظلّ مستمرة طيلة أيام المهرجان، الذي يتواصل حتى 15 من الشهر الجاري، كما أعلن منظّموها، حيث أن أزمة العاملين فى دور "بيكتشرهاوس" اللندنية ما زالت مستمرة منذ أشهر.
أما بالنسبة إلى برنامج العروض فتتضمّن الدورة الحادية والستين قرابة 250 فيلماً روائياً من 67 بلد، إلى جانب الأفلام القصيرة والوثائقية. لكن حصة الأسد من هذه الأفلام كانت من نصيب السينما الأوروبية، إذ يُعرض 66 فيلماً فرنسياً و31 ألمانياً و12 من إيطاليا و11 من هولندا إلى جانب البلدان الأوروبية الأخرى، وهي المرة الأولى وفقاً للمتابعين التي تحضر فيها السينما الأوروبية بهذا الكمّ الكبير.
المهرجان افتتح أمس بفيلم "نفّس" وهو أّول عمل يخرجه أندي سيركس، الذي لم يُعرف سابقاً إلا بأدائه لأصوات شخصيات مثل "غولوم" في سلسلة "ملك الخواتم".
وهي مغامرة من تظاهرة في أهمية "لندن السينمائي" أن تفتتح عروضها بفيلم لفنان يخرج للمرّة الأولى، لكن ربما يفسر الكثير معرفة أن المخرج هو مهاجر من أصل عراقي أرمني، وأن هذه رسالة صريحة من المهرجان حول اندماج المهاجرين وأهميتهم في إثراء الثقافة البريطانية.
من جهة أخرى، راهَن المنظمون على قصة الفيلم الواقعية المشغولة بكاميرا فانتازية، وتدور حول حكاية حب حقيقة تجمع شاب وشابة من الطبقة الأرستقراطية، لكنها تمرّ بمحنة كبيرة حين يصاب الشاب بشلل الأطفال في عمر متأخر ويبدأ في التخلّي عن الحياة بالتدريج في حين تحاول زوجته إبقاءه على قيد الحياة.
من العروض المشاركة الفيلم المصري "الشيخ جاكسون" للمخرج عمرو سلامة، والإيراني "البحث عن أم كلثوم" للمخرجة شيرين نشأت، والبرازيلي "زاما" لـ لوكريسيا مارتيل، وفيلم "النهاية السعيدة" للنمساوي مايكل هانكه.
فيلم الختام سيكون مع "ثلاث لوحات إعلانية خارج ايبنغ، ميسوري" للمخرج والسينارست والكاتب المسرحي البريطاني، مارتن ماكدوناه، المعروف بتقديمه للكوميديا السوداء.