ونقلت عن مسؤول لبناني رفيع قوله إن "الانطباع العام هو أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مصمم على الذهاب حتى النهاية، لكننا لا نعرف إلى أين تحديدا".
ولم تساهم زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للرياض، في تبديد القلق، وقد آثر الرئيس الفرنسي ألا يدلي بأي تصريح رسمي بعد نهاية لقائه مع ولي العهد السعودي.
ونقلت الإليزيه أنّ ماكرون شدد خلال الاتصال مع الرئيس اللبناني، ميشال عون، على ضرورة أن يكون الساسة اللبنانيون أحراراً في تحركاتهم، واستمرارية مؤسسات الدولة، من أجل الحفاظ على استقرار البلد.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن هذه الكلمات تعزز الاستراتيجة التي اتبعها لبنان لحد الآن، من حيث رفض ميشال عون لاستقالة سعد الحريري قبل أن يسلمها له شخصيا. كما أن الرئيس اللبناني أعلن عن عدم منحه مصداقية للحوار الذي أجراه سعد الحريري يوم الأحد، بسبب "الظروف المشبوهة" التي جرى فيها اللقاء. وقد صدرت أوامر إلى عدة قنوات تلفزيونية بعدم نقل اللقاء مع الحريري.
وتتمثل فكرة رئيس الجمهورية باستثمار القانون الدولي، خاصة الحصانة التي يتمتع بها رئيس الحكومة، وهو ما يمكن ترجمته باللجوء إلى مجلس الأمن. ومن جهة ثانية، المراهنة على الوئام الذي يسود منذ بداية الحرب في سورية، والذي يجعل من زعزعة لبنان "خطا أحمر".
ووحدها المملكة العربية السعودية، كما تقول الصحيفة الفرنسية، تريد، كما بدا، التشكيك في الوضع الراهن الذي تُعتبر إيران أكبر المستفيدين منه.
وهو ما جعل الوزير السعودي ثامر السبهان، يقول إن حضور حزب الله في الحكومة اللبنانية، لوحده، يعادل إعلان حرب على المملكة العربية السعودية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى تحركات خارجية لمسؤولين لبنانيين، من بينهم مدير الأمن العام، عباس إبراهيم، الذي التقى أخيرا، برئيس الإدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي، برنار إيميي، السفير السابق لفرنسا في لبنان، وأيضا زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لفرنسا، الثلاثاء 14 نوفمبر/تشرين الثاني، ولقاءه مع الرئيس الفرنسي، لتخلص إلى القول إن اللبنانيين "متمسكون بمظلة دولية، متحدّين في هذا الاختبار الذي يعيشونه، ويعتبرونه إهانة وطنية، حتى في أوساط الطائفة السنية وحزب وعائلة سعد الحريري".
ثم تتحدث الصحيفة عن ماراتون بيروت، أمس الأحد، الذي تحول إلى تظاهرة ضخمة تطالب بعودة سعد الحريري.
ولكن هذه الوحدة بين اللبنانيين، في ظل الانفعال، لا يمكنها أن تدوم، كما تقول الصحيفة، التي تستشهد بالمدير التنفيذي للمركز اللبناني للدراسات، سامي عطا الله، وهو يؤكد: "إننا نشهد، ربما، نهاية الحريرية وإضعافا للطائفة السنية التي تعتقد السعودية أنها تعتمد عليها"، قبل أن يضيف: "ولكن محمد بن سلمان سيجد، بالتأكيد، حلفاء جددا من أجل تغذية مواجهته المفتوحة مع حزب الله وإيران"، من أجل أهداف سعودية داخلية، لأن هدف محمد سلمان، كما يقول سامي عطا الله: "رص الصفوف في المملكة في مواجهة عدو مشترك، دون اكتراث للنتائج على لبنان". إلا أن "لبنان في هذه اللعبة السعودية بالغ الهشاشة. والجميع يعلمون صعوبة مواجهة حزب الله".