"ليبراسيون" الفرنسية تتحول لـ"تحرير": الثورة بقلم السوريين

11 مارس 2016
غلاف "ليبراسيون" اليوم (تويتر)
+ الخط -
لطالما ناصرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسيّة، الثورة السوريّة. وها هي، اليوم تُكرّس عدداً خاصاً عن "الحياة اليومية للسوريين"، مستبدلةً، ليوم واحد، اسمها إلى العربية لتُصبح "تحرير".

ولأن الصحيفة تنحاز إلى الثورة السورية، فإن العدد الخاص لهذا اليوم من الصحيفة أنجزه صحافيون ومثقفون وفنانون سوريون، وهم "يحكون لنا بلداً يعيش حرباً مستمرة منذ خمس سنوات"، لتنشره الصحيفة، قبل أيام من ذكرى الثورة السورية، باللغة العربية على موقعها.

الحالة في سورية هي موضوع العدد، وبالطبع تحضر مدينة حلب، رمز الثورة، في الملف، من خلال مقال لمصطفى محمد، مراسل صحيفة "صدى الشام"، وهو يروي أيام الهدنة التي تعرفها أكبر مدينة سورية. حيث يروي اليوم القاسي الذي تعيشه نساء وأطفال، في ظل الخوف رغم الهدوء السائد. أما هالة قضماني، فتكتب عن "استحالة إحصاء عدد ضحايا الثورة السورية"، لأن التقديرات الرسمية لا تتحدث سوى عن 260 ألف قتيل "وتوقف العدّاد على هذا الرقم".

ولأن دور الأطباء مهم وحاسم في هذه الظروف، ترسم الصحيفة "بروفايلاً" عن رشا الحاج، الطبيبة السورية، في إدلب، وهي من الأطباء القلائل الذين ظلوا في عين المكان، للتخفيف عن الضحايا في هذه الحرب المستعرة.


وفي الصحيفة الفرنسية حوار مع قائد سابق في الجيش السوري، عبد الناصر العائد، أجرته هالة قضماني، يكشف الدور الروسي في سورية والمتمثل في خنق المعارضة المعتدلة للنظام الأسدي وجعل تنظيم "داعش" العدو الأوحد.

في الصحيفة تقرير حافل، أجراه مراسل صحيفة "كلنا سوريون" عن الحياة في مدينة اللاذقية، حيث يساهم الفساد المستشري ونتائج الحرب السورية في إرهاب هذه المدينة الساحلية، رغم استقبال بعض الأهالي للقوات الروسية، قبل خمسة أشهر، باعتبارهم منقذين.
وفي الصحيفة أيضاً، مقال عن الصراع الخفي/الظاهر بين القوى العظمى والإقليمية من أجل الاستفادة من الذهب الأسود (السوري) ومن أجل استخدام سورية ممرًا لتصدير النفط والغاز إلى أوروبا.

ولا يمكن للملف أن يغفل مدينة الرقة، عاصمة "داعش" في سورية، حيث يقول أحمد مهيدي، مراسل صحيفة "عين المدينة" في الرقة، إن سكان المدينة يعانون، إما من تصرفات التنظيم القمعية أو من الدمار الذي يسببه القصف الذي تتعرض له المدينة. ويبشر الصحافي أن التنظيم بدأ يعاني من صعوبات ومشاكل ووَهَن، وهو ما يعني أن هذا المعقل الداعشي لم يَعُد منيعاً كما كان في البداية.


"لييراسيون" ("تحرير" اليوم) تتحدث عن وضع الاستخبارات الألمانية يدها على سجل لأسماء 22 ألف مقاتل من تنظيم داعش، وهو ما يعني أن "التنظيم ليس بالمناعة التي يتصورها الكثيرون"، وأنه "قابل لأن يُهزَم".

قسم الرأي دشنه الباحث السوري فاروق مردم بيك بمقال: "من هم أصدقاء سورية حقيقةً؟"، وهو ذات السؤال الذي أجاب عنه أكثر من مرة المفكر السوري برهان غليون. وملخص المقال هو أن "منظمات إقليمية ودولية ونحو ستين بلداً، لم يفوا ـ أبداً، بتعهداتهم، ولم يقدّموا أي دعم، حتى حين تجاوز بشار الأسد الخطوط الحمراء، باستخدامه السلاح الكيماوي".

نائبة رئيسة منظمة "سوريون مسيحيون من أجل السلام"، سميرة مبيض، تطرقت إلى دور المسيحيين السوريين في مقاومة تطرّف السلطة القمعي والتطرف الديني.
الثورة السورية شاملة، والفن ليس بمعزل عنها، إن لم يكن في الطليعة. وفي بانوراما عن الفنون في سورية، تكتب ندى قروي، بأن "التابوهات تحررت في الفنون التشكيلية السورية". فالفنانون السوريون، المسكونون بالغضب والتمرد والثورة، لا يترددون في تناول الصراعات التي تعصف ببلدهم".

موضوع آخَر، بتوقيع الكاتبة روزا ياسين حسن المقيمة في ألمانيا، (صاحبة رواية "حراس الهواء")عن الكتابة بعنوان "القلم والرصاص"، وهو نص يفكر ويتأمل في أدب السجون في سورية.

أما الصفحة الأخيرة من صحيفة "ليبراسيون"، فكانت "بورتريه" عن فتى سوري، شاءت الأقدار أن يكون أول من يخربش رسماً معادياً للأسد على الحيطان في الثورة السورية، وقد تعرض للتعذيب من قبل الشرطة السورية، قبل أن يلتحق بصفوف الجيش الحر. البورتريه يرصد الثورة السورية منذ بداياتها وإرهاصاتها الأولى، إلى الآن. وقد أنجز البورتريه مراسل صحيفة "زيتون"، في درعا، أسامة عيسى.

ويأتي هذا العدد المكرّس للثورة السورية والمنحاز لها، في ظل أجواء غير متفائلة عن الحالة في سورية، تحديداً على وقع وقف إطلاق النار، وغموض المرحلة المقبلة، والتي دفعت موقع "ميديا بارت" (الفرنسي والمنحاز للثورة السورية) إلى تكريس مقال طويل عنها، يوم 10 مارس/آذار بعنوان مثير للقلق: "انتصار المحكيّ الروسي الإيراني في سورية".​



اقرأ أيضاً: 6 إعلاميين عرب خرجوا عن النص مباشرة على الهواء