عبّرت سرحان من خلال تلك الصورة عن أمنيات الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948، والتي باتت حلماً قد يتحقق من خلال مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية المستمرة على حدود غزة، وتقول الفنانة التشكيلية لـ"العربي الجديد": "هذا الفن يمثل رسالة الفلسطيني الحالم بالعودة بعد سنين طويلة من التهجير".
مشاركة سرحان جاءت ضمن زاوية خاصة بالفن التشكيلي والتي كانت جزءاً من معرض "مرايا العودة" الذي نظمته حركة "الجهاد الإسلامي"، اليوم الثلاثاء، على أرض السرايا، وسط مدينة غزة، والذي جسد صور المواجهة والبطولة ورصد إجرام الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات العودة وكسر الحصار منذ انطلاق المسيرات في الثلاثين من مارس/آذار الماضي.
المعرض ضم عشرات الصور لمسيرات العودة، وأظهر زوايا عدة للوضع على حدود غزة، ومنها صورة شاب يحمل العلم الفلسطيني بيده اليسرى والمقلاع بيده اليمنى أمام جنود الاحتلال المدججين بالسلاح خلف السلك الفاصل. فضلاً عن صور أخرى لمتظاهرين يشعلون الإطارات والكاوتشوك لحجب أعين القناصة الإسرائيليين عن الشبان.
صورٌ أخرى اختلفت في مضمونها، أظهرت إحداها حزن أب فلسطيني على ابنه الشهيد وهو يضع يده على جبينه باكياً، وبجانبها صورة أخرى لطفل يضع على وجهه كمامة من البصل، كوسيلة بدائية يحاول فيها منع آثار قنابل الغاز التي يطلقها جنود الاحتلال على المتظاهرين. بينما تُظهر أخرى فتيات يقفن أمام جنود الاحتلال ويرفعن الأعلام الفلسطينية وعلامات النصر.
سعى القائمون على المعرض إلى إبراز الصورة السلمية من مسيرات العودة وكسر الحصار، والتي يحاول الاحتلال التصدي لها ومحاربتها بكل أشكال العنف المتاحة لديه. واحدة من هذه الصور، كانت لشبان اقتربوا من السلك الفاصل على الحدود الشرقية من قطاع غزة، وقد أخذوا صورة تذكارية أمام أعين جنود الاحتلال.
زاوية أخرى من "مرايا العودة" أظهرت الأحداث والتظاهرات المستمرة قبالة موقع "زيكيم" العسكري الإسرائيلي شمال قطاع غزة، ومنها ما يظهر الزوارق الحربية الإسرائيلية وهي تطلق النار صوب المدنيين من عرض البحر، وغيرها لقناصة إسرائيليين يتلذذون بتوجيه فوهات بنادقهم ضد الغزّيين.
وشمل المعرض أيضاً، ركناً خاصاً بالمشغولات اليدوية الفلسطينية والمطرزات وحياكة الأثواب التي ترسم معالم الوجود الفلسطيني. تقابله زاوية أخرى للجلسات البدوية التراثية ومقتنيات قديمة، تهدف جميعها لتأكيد أن التراث الفلسطيني باقٍ ومتجذر وأن الشعب لم ينسَ أرضه وبلاده المحتلة رغم محاولات الطمس المستمرة.
في غضون ذلك، أكد وكيل وزارة الثقافة الفلسطينية أنور البرعاوي لـ"العربي الجديد" أن "المعرض يجسد الصورة السلمية لمسيرات العودة وكسر الحصار، ويظهر أن المستهدفين من قبل الاحتلال الإسرائيلي هم مدنيون فلسطينيون"، مضيفاً: "على العالم أن يفهم معاناة هذا الشعب والمستهدفين فيه من الأطفال والنساء والشبان والرجال والعزّل".
الصور: (عبد الحكيم أبو رياش/ العربي الجديد)