تضع المخرجة اللبنانية بيتي توتل المشاهد أمام سؤال صعب في مسرحيّتها التي تعرض حالياً على خشبة "مونو" في بيروت، وتستمر حتى 15 الشهر الحالي تحت عنوان "مسرح الجريمة".
تطرح توتل، كاتبة العمل أيضاً، السؤال: هل نبحث في أيامنا عن المجرم أم عن الضحية؟ معلنة من خلال نص ساخر أننا نعيش عصر الالتباس، الضحايا ليسوا ضحايا تماماً والمذنبون ليسوا مذنبين تماماً.
تدور أحداث العمل على وقع التحقيق مع المشتبه بهم في انفجار حدث في أحد أحياء بيروت وراحت ضحيته امرأة عجوز.
ثماني شخصيات تطرح الأسئلة الأكثر استهزاء بالوضع العام، في مدينة حتى الحب فيها يثير الشبهات إن حدث بالقرب من موقع الجريمة؛ أحد المتهمين كان مع حبيبته في موقف للسيارات قريب من الانفجار، وفي لحظة يتحوّل الاثنان من عاشقين إلى متهمين.
المفارقة الكبرى في العرض تحدث مع شخصية المغترب القادم لرؤية جدّته في نفس يوم الانفجار، والذي يؤخذ كمشتبه أيضاً لقربه من مكان الحادث. أثناء التحقيق، نكتشف أن الجدة هي نفسها المرأة ضحية الانفجار، كما لو أن المرأة هي بيروت نفسها.
توتل تكتب المسرح الكوميدي، لكن المواضيع التي تختارها تراجيدية بامتياز، ومع ندرة النساء اللواتي يطرقن الكتابة الكوميدية والساخرة بشكل عام والمسرحية بشكل خاص، تكون تجربة توتل مستحقة للتوقف عندها، لا سيما وأنها قد أكدت أنها تنتمي لهذا النوع من الكتابة وبهذه الروح المتهكمة بعد مسرحياتها "آخر بيت بالجمّيزة"، و"الأربعا بنص الجمعة" و"باسبور رقم 10452".
اقرأ أيضاً: لينا أبيض: مسرح مفاتيحه العنف والذاكرة والمرأة