كلّ عام، وفي هذا التوقيت تقريباً، يُقام في العاصمة الأردنية "معرض عمّان الدولي للكتاب". هذه المرّة، أُعلن قبل أقلّ من شهر، إقامة "معرض عمّان للكتاب"، الذي تنطلق فعالياته بعد غد، السبت، وتستمر حتى 25 آب/ أغسطس الجاري.
من خلال مكان إقامته، يبدو أنّ المعرض، الذي ينظمه كل من "اتحاد الناشرين الأردنيين" و"أمانة عمّان الكبرى"، يسعى إلى استقطاب أكبر نسبة من الجمهور؛ إذ تشارك فيه أكثر من 40 دار نشر أردنية، تحضر في "الساحة الهاشمية" وسْط المدينة. مكانٌ معروفٌ باكتظاظ الناس فيه، وقد يبدو خياراً جيّداً لإقامة فعالية كهذه، بدلاً من القاعة الكبيرة في المدينة الرياضية؛ الفضاء السابق الذي كان يستضيف "عمّان الدولي للكتاب"، الذي تأجّل حتى إشعارٍ آخر لأسباب غير مُعلنة.
لكن برنامج التظاهرة بدا ضعيفاً إلى حدّ كبير. فبما أن منظّمي المعرض اختاروا مكاناً "جماهيريّاً" كهذا، كان أجدى بهم أيضاً أن يضعوا برنامجاً يساهم فعلاً في تقديم مقولة ثقافية ناضجة لمن سيحضر. يُفتتح المعرض بحفلِ إنشاد دينيّ. لا أحد يعترض على هذا، فالإنشاد الديني فنّ قائم بذاته، وله أصوله وجماليّاته، إلّا أنّه ليس المدخل الأنسب إلى معرض كتاب.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، يبرّر منسّق المعرض، أكرم سلامة: "لهذا الفن ناسه ومن يسمعه، وقد يستقطب جمهوراً بنسبة جيدة". ربّما يكون هذا صحيحاً، لكن من جهة أخرى، إن تجاوزنا مسألة الافتتاح، وأمعنّا في برنامج المعرض، سنقع على ندوة عنوانها "العلاقات المستقبلية العربية الصينية"، يُشارك فيها كتّاب صينيون جاؤوا ضيوفاً من "جامعة بكين للمعلّمين".
"العلاقات المستقبلية العربية الصينية"؟ هل موضوع الندوة هذه، حقيقةً، هو سؤال ثقافيّ ومعرفيّ مُلحّ في ظلّ راهن المنطقة العربية عموماً، والأردن على وجه التحديد؟ هل هذا ما يهجس الناس به الآن؟
بحسب سلامة، الذي لم يُجب مباشرةً عن هذا السؤال، فإنّ المنظمين "لم يدّعوا أن برنامج المعرض متكاملٌ، كالمعارض السابقة التي حاولت استضافة من يتحدّث في أسئلة الثقافة العربية الراهنة، إلّا أنّنا حاولنا أن ننوّع ضمن ما حُدّد لنا من ميزانيّة متواضعة، لم تتجاوز عشرة آلاف دينار، ولم تتح لنا أن نأتي بضيوف أكثر".
تُقام كل فعاليات المعرض في "مسرح الأوديون" الروماني، إلى جوار الساحة الهاشمية. وكما العادة، ستشتمل على حفلات توقيع كتب، إلى جانب ندوات هي: محاضرة فوتوغرافية عن صور "السيلفي" وأخرى تربوية بعنوان "الوالدية ودورها في بناء الأسرة والطفولة" وثالثة حول "الكتابة الساخرة في الأردن"، وأخيرة حول "واقع الرواية الأردنية".
مرّةً أخرى، يقول سلامة: "نحن لم ندّعِ أنّه برنامج متكاملٌ". لعلّ موضوعَي صور "السيلفي" و"الوالدية"، يصلحان فعليّاً كي يكونا محاضرةً مدرسيّة، أما الكتابة الساخرة وواقع الرواية الأردنية، فهما موضوعان جاهزان سلفاً، ونجد أن معظم الفعاليات المشابهة، تقدّم الندوتين نفسهما في كل عام.