الناقد والأكاديمي أحمد درويش (1943)، افتتح الملتقى بإعادة موضعة أهمية النقد الأدبي، والدفاع عن معناه وقيمته، ليس كنشاط إبداعي وحسب، بل كفعل التحاور مع النص وهو فعل له خطورة كبيرة، لا سيما أن النص يمكن أن يكون ذريعة، ويمكن أن يكون مضلِلاً.
اعتبر صاحب "دراسة الأسلوب بين التراث والمعاصرة"، أن في ممارسة الحوار مع النص بداية الخيط الذي قد ينجّي الثقافة العربية مما تمرّ به اليوم. ورأى أن دور المثقف الآن أن يضع حدوداً من خلال الحوار هذا لـ سلطة النص، وإلا فلن يكون له مشروعية التدخّل في الواقع من دون أن يبدأ هو نفسه بممارسة الحوار والنقد والنقد الذاتي.
ولأن المؤتمر يتزامن مع مئوية الناقد الراحل عبد القادر القط (1916-2002)، فقد حملت هذه الدورة اسمه، وشارك فيها نقّاد وباحثون من مصر والسعودية ولبنان والأردن والجزائر والمغرب وتونس والسودان وسورية واليمن والعراق وليبيا وأذربيجان.
يلتفت المؤتمر إلى ستّ ثيمات أساسية، ربما يكون أكثرها معاصرة وراهنية هو محور "الحوار مع النصّ الإعلامي"، إضافة إلى الحوار مع النصّ الشعري والسردي والنقدي والدرامي، ثمّ الحوار مع التجلّيات الأخرى للنص، فهل المقصود من هذا الأخير النصّ الديني أو النص المقدّس، إذ يبدو أن أخطر أنواع الحوار وأكثرها التباساً، ثم قرباً من واقعنا اليوم هو الكيفية التي يمارس فيها هذا الحوار وبأية أدوات.
من اللافت في هذا الملتقى، أنه كسَر القاعدة التي يجري بها انتقاء المشاركين، حيث ترسل الدعوة إلى أسماء بعينها، وغالباً ما تتكرّر في كلّ عام.
لكن "القاهرة الدولي للنقد الأدبي"، وجّه الدعوة، في هذه الدورة، عبر فيسبوك مطلع العام، إلى كلّ باحث يرغب في المشاركة أن يرسل اقتراحاً لورقة العمل التي يفكّر بطرحها، وجرى انتقاء سبعين ورقة من أصل 200 مقترحة.