جلسَة نميمةٍ تلفزيونيّة، ربّما هي التسمية الأدق لبرنامج "منّا وجر"الذي يعتمدُ على مجموعةٍ وجوه من مجالات إعلاميّة وعمليّة مختلفة، تجمعهم المحسوبيّات، وذلك للخروج بأمسيةٍ تلفزيونية من نوع "زابينغ"، أو الإضاءة على كل ما تعرضه المحطات الأخرى، وتناول هذا المحتوى المنافس، بطريقة استفزازية، تصل أحياناً إلى التجريح، أمام استعراض نافر، يأتي أحياناً من فراغ، أو إبداء رأي، وذلك بمنطق يفتقد إلى القواعد الأساسية أو العلمية لأسلوب النقد.
لا يحقّق النقد التلفزيوني في العالم، الأهميّة التي يكتسبها النقد السينمائي مثلاً أو النقد الغنائي وحتى المسرحي، نظراً لتوفّر التلفزيون منذ زمن، وكونه في متناول الجميع، وافتقاده لجمهور نخبوي كما هي الحال في السينما أو المسرح، ما يجعلنا أمام "عادة" ترفيهية، لا تحمل الأثر الإنساني ذاته، كما هو حال السينما أو المسرح.
يحقّق برنامج "منّا وجر" الذي تعرضه محطة MTV اللبنانية نسبة مشاهدة عالية، ويرتفع منسوب ذلك عبر مواقع الميديا البديلة، فيظهر اسم البرنامج كـ"ترند" على صفحات "تويتر" بعد كل حلقة. يجهّز مقدمه، بيار ربَّاط، مجموعة من الأفكار هي عبارة عن صيد مجموعة من الهفوات التي تحصل على الهواء في برامج على المحطات الأخرى. ويبدأ ربّاط بطرح الأسئلة على زملائه في الاستديو، والتعبير عن آرائهم الخاصة بما شاهدوه أو ما يعيده رباط على شاشة الاستديو العملاقة، ليبدأ الحاضرون بسيلٍ من الانتقادات التي تفتقدُ أحياناً للدقة، وبطبيعة الحال لا تؤثّر بالضرورة على جماهيرية البرامج التلفزيونية الأخرى. على العكس، قد يحيي النقد في مثل هذه الحال، وبطريقة غير مقصودة، البرنامج المستهدف، ويزيد من نسبة متابعته، بسبب ضعف إشارات التنامي النقدي عند هؤلاء الجالسين على كرسي فخم، وهم بحاجة ماسة إلى من ينتقدهم أصلاً، فضلاً عن خبرتهم المبنية على حضور بعضهم في برامج مشابهة لما ينتقدون.
في الحلقة الأخيرة، بدا واضحًا الاتفاق مع ضيفة الحلقة ملكة جمال لبنان السابقة، كريستينا صوايا، التي تقدم برنامجًا تعرّض للنقد على طريقة "منّا وجر". وكان لافتًا أن صوايا شاهدت من الكواليس هجوم أو "نقد" المجموعة لها قبل أن تدخل الاستديو. ورغم قسوة التعليقات، دخلت ضاحكة، غير مهتمة بما قيل. الأدهى أن "المجموعة" أصيبت بالصدمة المفتعلة بعد دخول صوايا، للإيحاء بالمفاجأة التي سيهدّئها الحوار ويتحوّل الرأي السلبي إلى مجرد عتاب بين "الأصحاب" في قالب مُركّب سلفًا يبتعد عن الموضوعية بطريقة مكشوفة.
يوظّف "منّا وجر" خبرة بعض مقدمات الأخبار كدوللي غانم ومنى صليبا، وخبيرة شؤون الموضة والأزياء رولا كعدي، إضافة إلى الصحافي جوزف طوق، والموسيقي غسان الرحباني وأنطوان كسابيان (داروس)، والذي يحاول مراراً أن يكون "إبرة الميزان" في التصنيف والإضاءة على محتوى ونوعية البرامج. وواضح أنَّ خبيرة الموضة، لا تأخذ رأي المتخصصين، أو الخبراء في مجال الإعلام، وتحاول الصعود برأي أحادي للإدلاء برأيها على الهواء، بعيداً عن الموضوعية المطلوبة.
اقــرأ أيضاً
لا يحقّق النقد التلفزيوني في العالم، الأهميّة التي يكتسبها النقد السينمائي مثلاً أو النقد الغنائي وحتى المسرحي، نظراً لتوفّر التلفزيون منذ زمن، وكونه في متناول الجميع، وافتقاده لجمهور نخبوي كما هي الحال في السينما أو المسرح، ما يجعلنا أمام "عادة" ترفيهية، لا تحمل الأثر الإنساني ذاته، كما هو حال السينما أو المسرح.
يحقّق برنامج "منّا وجر" الذي تعرضه محطة MTV اللبنانية نسبة مشاهدة عالية، ويرتفع منسوب ذلك عبر مواقع الميديا البديلة، فيظهر اسم البرنامج كـ"ترند" على صفحات "تويتر" بعد كل حلقة. يجهّز مقدمه، بيار ربَّاط، مجموعة من الأفكار هي عبارة عن صيد مجموعة من الهفوات التي تحصل على الهواء في برامج على المحطات الأخرى. ويبدأ ربّاط بطرح الأسئلة على زملائه في الاستديو، والتعبير عن آرائهم الخاصة بما شاهدوه أو ما يعيده رباط على شاشة الاستديو العملاقة، ليبدأ الحاضرون بسيلٍ من الانتقادات التي تفتقدُ أحياناً للدقة، وبطبيعة الحال لا تؤثّر بالضرورة على جماهيرية البرامج التلفزيونية الأخرى. على العكس، قد يحيي النقد في مثل هذه الحال، وبطريقة غير مقصودة، البرنامج المستهدف، ويزيد من نسبة متابعته، بسبب ضعف إشارات التنامي النقدي عند هؤلاء الجالسين على كرسي فخم، وهم بحاجة ماسة إلى من ينتقدهم أصلاً، فضلاً عن خبرتهم المبنية على حضور بعضهم في برامج مشابهة لما ينتقدون.
في الحلقة الأخيرة، بدا واضحًا الاتفاق مع ضيفة الحلقة ملكة جمال لبنان السابقة، كريستينا صوايا، التي تقدم برنامجًا تعرّض للنقد على طريقة "منّا وجر". وكان لافتًا أن صوايا شاهدت من الكواليس هجوم أو "نقد" المجموعة لها قبل أن تدخل الاستديو. ورغم قسوة التعليقات، دخلت ضاحكة، غير مهتمة بما قيل. الأدهى أن "المجموعة" أصيبت بالصدمة المفتعلة بعد دخول صوايا، للإيحاء بالمفاجأة التي سيهدّئها الحوار ويتحوّل الرأي السلبي إلى مجرد عتاب بين "الأصحاب" في قالب مُركّب سلفًا يبتعد عن الموضوعية بطريقة مكشوفة.
يوظّف "منّا وجر" خبرة بعض مقدمات الأخبار كدوللي غانم ومنى صليبا، وخبيرة شؤون الموضة والأزياء رولا كعدي، إضافة إلى الصحافي جوزف طوق، والموسيقي غسان الرحباني وأنطوان كسابيان (داروس)، والذي يحاول مراراً أن يكون "إبرة الميزان" في التصنيف والإضاءة على محتوى ونوعية البرامج. وواضح أنَّ خبيرة الموضة، لا تأخذ رأي المتخصصين، أو الخبراء في مجال الإعلام، وتحاول الصعود برأي أحادي للإدلاء برأيها على الهواء، بعيداً عن الموضوعية المطلوبة.