"من هنا المخرج!": مجلة ثقافية للتفكير في كوفيد-19

27 يوليو 2020
غرافيتي في هونغ كونغ
+ الخط -

تقول عبارة في غرافيتي كتب على جدران هونغ كونغ: "لا يمكننا العودة إلى الوضع العادي، لأن الوضع العادي كان تحديداً المشكلة"، وبقدر ما تشجب هذه العبارة الماضي وتجهل المستقبل، فإنها مكتوبة في لحظة معلقة ومحيرة يعيشها العالم بأكمله اليوم، كيف سيكون شكل النظام العالمي والعلاقات الإنسانية بعد أن ينتهي كابوس كورونا؟ سؤال شغل المحاضرات الافتراضية والندوات والمقالات طيلة الأشهر القليلة الماضية. 

منذ أن بدأت أزمة كوفيد-19 وثمة توق للكتابة عنها بوصفها تجربة منجزة وخطيرة وجديدة، وإن أتى ذلك في بعض الأحيان ضمن التوق تجاري غذّته دور النشر، لكن ذلك لا يمنع أن سرعة هذه المنشورات في ما يتعلق بالحدث الذي تتعامل معه يمنحها اهتمامًا له علاقة بسياق كتابتها تحت الحجر كتجربة حية معاشة يجري تسجيلها، ولا شك أن هناك مزايا لهذا النوع من النصوص يفوق عمقها وقيمتها الثقافية. 

في 18 حزيران/ يوليو الماضي، أطلق رئيس دار "سوي" الفرنسية هوغو جالون، العدد الأول من مجلة تضم "دفاتر" بعنوان "من هنا المخرج!"، وجمع العدد أسماء كبيرة في الفكر والأدب، بهدف التفكير في أزمة كوفيد-19، وكيف سيتعين على مجتمعاتنا إعادة تعريف نفسها. 

من هنا المخرج - القسم الثقافي

جاء العدد في مائتي صحفة من التأملات والمقابلات والقصص والنصوص الشعرية، بعضها كما وصفته مراجعات الصحافة الفرنسية المختلفة لأسماء مهمة لكنها مكتوبة على وجه الاستعجال، مثل مشاركات المفكر الاقتصادي توماس بيكيتي، والمؤرخة المتخصصة في التاريخ المعاصر ميشيل بيروت، والأنثربولوجي إيمانويل تود أو أستاذة الفلسفة والمفكرة كورين بيلوشون. 

في مقابلة أجراها موقع "تيليراما" الفرنسي مع جالون؛ يقول عن فكرة المجلة "منذ البداية، تضع هذه "الدفاتر" اقتباس من فكتور هوغو "أولئك الذين يعيشون هم أولئك الذين يكافحون"، ويرى أن الكتب والأفكار يمكنها أن تنتج عالماً جديداً، مبيناً "يتوافق هذا المشروع أيضًا مع اقتناعي العميق بأن الأفكار لا يمكن اختزالها إلى "المعرفة من أجل المعرفة"، وهي ممارسة مجانية تمامًا، ولكنها موجودة لتحقيقها".

مقالات لأسماء مهمة لكنها مكتوبة على وجه الاستعجال

يتابع "لا أقول أنه يجب تعبئة كل المعارف أو العلوم الإنسانية في هذه المعركة، ولكن من الواضح أن إمكانية العمل على الواقع جزء من مهامنا. في "من هنا المخرج" يساهم الباحثون في النقاش، من خلال الاعتماد على هذا "العالم الذي توقف" بسبب كوفيد". 

تحاول المجلة التوفيق بين الطبيعة المفاجئة والصادمة لهذه الأزمة والتفكير "الهادئ" الذي يمارسه الباحثون، واللافت في المقالات التي تضمها أنها تبحث في مشاكل قديمة من زوايا جديدة فرضها انتشار الفيروس واستجابة المؤسسات والناس معه، مثل مواضيع البيئة والمساواة والعنف والمناخ والاقتصاد والفقر. 

 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون