في حديثه إلى "العربي الجديد"، يوضح عضو لجنة تحكيم المهرجان وأحد مؤسسيه، المترجم الفلسطيني وسيم دهمش، أن "المهرجان ولد قبل 14 سنة وقد كان صغيراً، لكنه كبر مع الزمن، ووَجدت فيه العديد من الأفلام طريقها إلى الجمهور وإلى مسابقات عالمية".
ويضيف دهمش: "في الدورات الأول، كان مخصّصاً للأفلام الوثائقية الفلسطينية، أما اليوم فقد اتّسع ليشمل الأفلام والوثائقية العربية، وكذلك الأفلام الوثائقية العالمية حول فلسطين".
يوضّح دهمش أن لجنة تحكيم المهرجان هذا العام خاضت نقاشات مطولة نظراً إلى جودة العديد من الأفلام المرشحة؛ حيث منحت جائزة أفضل فيلم وثائقي لفيلم "نون وزيتون" للمخرجة امتياز ذياب الذي "يستعرض الظروف المعيشية التي يعيشها ملايين الرجال والنساء من خلال سرد أدبي شاعري يستعمل مفاهيم ثقافية تعود للثقافة الشعبية، لكنها تتصل بالثقافة العالية ذات التقاليد العريقة ويعيد إنتاجها حسب معايير حداثة ناضجة".
أما جائزة أفضل فيلم وثائقي عن فلسطين، فكانت من نصيب "كيف يعيش الحمام" لبهاء أبو شنب (فلسطين، 2014)؛ "لأنه، رغم اقتضابه، يسرد قصة نموذجية ويفتح نافذة على حالة حقيقية لشعب بأكمله، ويصوّر القمع والإذلال الممنهج. ينجح الفيلم في التأثير على المشاهد ويوثق بدون تهاون لحظات مأساوية من الواقع اليومي".
أما جائزة المخرجين الناشئين، فقد منحتها لجنة التحكيم لفيلم "إلى أمي" لأحمد باز وياسر جودالله (فلسطين، 2014)، لأنه "تمكن بسهولة وعاطفية أن يحكي عبر سيرة ذاتية قصة شعب".
كما نوهت لجنة التحكيم بشكل خاص بفيلم "30 آذار" لنضال بدارنة (فلسطين، 2014) لقسم "أفضل فيلم عن فلسطين"، لأنه "يوثق حدثاً خاصاً يتناول مسيرات الاحتجاج ومجزرة 30 آذار 1976 التي شكلت منعطفاً في حياة الشعب الفلسطيني وأصبحت رمزاً لتعلق الفلسطينين بأرضهم ونضالهم من أجل حياة حرة وكريمة".
كما منحت اللجنه تنويهاً خاصاً لفيلم "روشميا" لسليم أبو جبل (فلسطين، 2014)، وذلك لـ"الطريقة التي يروي فيها مأساة الاقتلاع والعزلة، مصوّراً معاناة زوجين عجوزين".
لقطة من فيلم "نون وزيتون" لـ امتياز دياب |
أما جائزة الجمهور فكانت من نصيب الفيلم الوثائقي "أحلام خلف الجدار" لإيلينا هيريروس (فلسطين، 2015). بعد إعلان النتائج، قدمت راعية المهرجان المخرجة الألمانية مونيكا ماورير فيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر "لمّا شفتك" الذي يستعرض حياة اللاجئين الفلسطينيين من منظار طفل فلسطيني لاجئ. وتدور أحداثه في مخيم للاجئين في الأردن بعد حرب عام 1967.
تضم لجنة التحكيم، إلى جانب وسيم دهمش ومونيكا ماوريرا، كل من السينمائي جوزبِه بوشيدو المدير الفني للمهرجان، وأنطونيللو زاندا مدير مكتبة السينما في سردينيا، والكاتب إبراهيم نصرالله.
ويذكر أن المهرجان تقيمه سنوياً "جمعية الصداقة بين سردينيا وفلسطين" وهي جمعية ثقافية غير ربحية تهدف إلى التوعية بالأحوال الفلسطينية، وجل أعضائها من الإيطاليين السردينيين وتضم بعضاً من العرب. يسعى المهرجان إلى إقامة تقارب مع المجتمع المحلي بمبادرات من بينها تخصيص قسم لطلاب المدارس يستطيعون فيه مشاهدة الأفلام مع معلميهم ومناقشتها مع مخرجيها.
جدير بالذكر أن العديد من المبادرات والنشاطات الثقافية المتعلقة بفلسطين تقام على هامش المهرجان فهو يستضيف بالإضافة إلى المخرجين لفيف من المثقفين العرب من كتاب وفنانين وباحثين أكادميين سواء من العاملين في أوروبا أو في العالم العربي.
هذا العام، قدمت الفنانة الفلسطينية إميلي جاسر بعضاً من أعمالها الفنية، وقدم إبراهيم نصر الله كتابه الأخير "أرواح كيليمنجارو" الذي يتناول رحلته مع أطفال فلسطينيين بتر الاحتلال أطرافهم إلى قمة الجبل الشهير.
كما أقامت "جمعية الصداقة سردينيا فلسطين" على هامش المهرجان يوماً دراسياً حول أوضاع المنطقة العربية، قدّمت خلاله مجموعة من أساتذة جامعة كاليري المتخصصين بالشؤون العربية والإسلامية أوراقاً بحثية حول الأصول التاريخية للأوضاع الراهنة.
اقرأ أيضاً: أنطونيو غرامشي.. دفاتر من السجن العربي