يتمسك "مهرجان البندقية (فينيسيا) السينمائي" بموعده المقرر في سبتمبر/ أيلول المقبل، رغم اضطرار مهرجانات سينمائية وفعاليات فنية عدة إلى الإلغاء أو التأجيل، بعد انتشار فيروس كورونا الجديد حول العالم.
وأكد رئيس "بينالي البندقية" التي تشرف على المهرجان السينمائي، روبرتو سيكوتو، أن الحدث سينطلق في الثاني من سبتمبر المقبل كما هو مقرّر. في الوقت نفسه، ستؤجل "بينالي البندقية" مهرجانات الرقص والمسرح المقررة في يونيو/ حزيران المقبل.
وأشار سيكوتو إلى أن حصول "شبه تحرر" في حالة الإغلاق العام المفروضة في إيطاليا ستسمح للمهرجان بإقامة فعالياته. وعن "مهرجان كانّ السينمائي"، قال سيكوتو إن البندقية لا تتفاوض حالياً مع كانّ، مقللّاً من احتمال حصول تعاون، في حديثه لوكالة "أنسا" الإخبارية يوم الاثنين.
في المقابل، قال المدير الفني لـ "مهرجان البندقية السينمائي"، ألبرتو باربيرا، إنه ينوي التعاون مع "مهرجان كانّ السينمائي" خلال العام الحالي، معتبراً أن الخطوة ستعكس "التضامن في عالم السينمائي" وسط أزمة فيروس كورونا الجديد، في حديثه للوكالة نفسها يوم أمس الثلاثاء.
يذكر أن المندوب العام لـ "مهرجان كانّ السينمائي"، تييري فريمو، قال لمجلة "فرايتي" الأسبوع الماضي: "كما في كل سنة أتحدث كثيراً إلى ألبرتو باربيرا الذي يساوره القلق أيضاً بطبيعة الحال. ومنذ بدء الأزمة طرحنا إمكانية أن نتقارب، في حال إلغاء مهرجان كانّ. ونحن نواصل الحديث، وتلقينا دعوات من مهرجانات أخرى مثل لوكارنو وسان سيباستيان ودوفيل، وتأثرنا كثيراً بهذه المبادرات".
وأكد قائلاً: "نحن نكافح، ليس فقط من أجل المهرجان بحد ذاته، بل لدعم انتعاش هذا القطاع اقتصادياً على الصعيد العالمي من مهنيين وقاعات وجمهور. المهرجان يريد أن يكون حاضراً في الخريف، للمساهمة في كل ذلك".
يقام "مهرجان كانّ السينمائي" سنوياً خلال شهر مايو/ أيار، ويستقطب 40 ألف شخص من الاختصاصيين في المجال، إضافة إلى نحو مائتي ألف متفرج. وكان قد رفض الاستسلام للواقع الحالي نهاية الشهر الماضي، في مواجهة الوباء، معلناً في بادئ الأمر إرجاء الحدث إلى نهاية يونيو أو مطلع يوليو/ تموز. لكن السلطات الفرنسية قررت منع المهرجانات إلى منتصف يوليو، على الأقل، بسبب الأزمة الصحية.
يشكل "مهرجان كانّ السينمائي" واجهة أساسية للأفلام الفرنسية والأجنبية. ففي العام الماضي، كان فيلم "بارازيت" Parasite للكوري الجنوبي بونغ جون هو، الحائز "السعفة الذهبية"، أول فيلم بلغة غير الإنكليزية يفوز بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم في هوليوود. وشهد تاريخ المهرجان بعض الاضطرابات، بما يشمل دورة سنة 1968 التي أوقفت إثر انتفاضة قادها سينمائيون فرنسيون معروفون دعماً للحركة الطلابية والعمالية في مايو من ذلك العام.