يندرج "الحوزي" ضمن الموسيقى الأندلسية، وهو، وإنْ كان يقترب من "المالوف"، فإنه يختلف عنه خصوصاً لجهة اعتماده على مقطوعات شعرية منظومة بالعامية، وقصر المسافات الصوتية لمغنّييه، وقلّة اللجوء إلى النغمات المتعدّدة.
ويرتبط هذا النوع الموسيقي بثلاث مدنٍ جزائرية هي الجزائر العاصمة والبُليدة وتلمسان. والأخيرة اشتهر فيها "الحوزي" منذ القرن الخامس عشر، وكانت حينها عاصمةً للدولة الزيانية، خصوصاً مع الشاعرين سعيد بن عبد الله المنداسي وأحمد بن تريكي، ولاحقاً أبو عبد الله محمد بن مسايب الذي عاش في القرن الثامن عشر، ويُعدّ شاعر تلمسان الأوّل.
تحتضن هذه المدينة الواقعة غربَي الجزائر عدّة مهرجانات وتظاهرات خاصة بموسيقى الحوزي، من بينها "المهرجان الوطني لموسيقى الحوزي" الذي تنطلق فعاليات دورته الحادية عشرة في الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وتستمر حتى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
تُقام عروض المهرجان في "قصر الثقافة عبد الكريم دالي" بمشاركة 12 جمعية موسيقية تحضر من ولايات جزائرية مختلفة؛ من بينها تلمسان وسوق أهراس والجزائر العاصمة وتيبازة ووهران وسيدي بلعباس.
وإلى جانب الحفلات الفنية، يُنظَّم يوم دراسي حول "الحوزي والموسيقى الأندلسية"، كما تُقام أقسام لتعليم العزف على الآلات الموسيقية المستعملة في هذا الطابع الموسيقي؛ مثل الكمان والعود، إلى جانب بعض التقنيات الجديدة في هذا الطابع للشباب الناشط بهذه الجمعيات.
ويُقام أيضاً، على هامش التظاهرة، معرضان: الأول خاص بتاريخ الموسيقى الأندلسية بمدارسها الثلاث (في الجزائر العاصمة، وقسنطينة، وتلمسان)؛ حيث يجري فيه عرض الآلات الموسيقية الأندلسية القديمة، إضافةً إلى الزي التقليدي الذي تعتمده الأجواق الأندلسية. أمّا الثاني، فيتضمن استعادةً للدورات السابقة من المهرجان من خلال عرض مجموعةٍ من المنشورات والصور الفوتوغرافية والأفلام الوثائقية.
كما يُخصّص فضاء لعدد من جمعيات الموسيقى الأندلسية البارزة في مدينة تلمسان؛ مثل: "لافلام"، و"غرناطة"، و"رياض الأندلس"، و"محمد بوعلي". وبحسب القائمين على التظاهرين، فإنّ الهدف من ذلك يتمثّل في "التعريف بهذه الجمعيات وبهذا التراث الموسيقي، وتحفيز المنخرطين فيها على ابتكار نصوص جديدة لموسيقى الحوزي".