كثيراً ما يقترح المسرحيون أن تخلو المهرجانات المسرحية من منطق المنافسة الذي تفرضه الجوائز، وكان مهرجان "قرطاج" مثلاً و"المسرح الأردني" مثلاً قد ذهبا في الدورات الأخيرة إلى هذا الاتجاه واستعاض عن الجوائز بالتنويهات وبعض الجوائز التشجيعية، لكن يبدو أن هناك حنيناً مستمراً إلى منطق الجوائز، والألقاب التفضيلية؛ فهذا أفضل عمل وذلك أفضل ممثل وهذا أفضل نص، رغم نسبية المعايير التي تحكم هذه التوصيفات واحتمالات المحاباة والتمييز عند لجان التحكيم لهذا السبب أو ذاك.
في هذا السياق أعلن مدير "مهرجان المسرح الأردني" محمد الضمور الذي ينطلق مساء الثلاثاء، 14 من الشهر الجاري ويتواصل حتى 21 منه، أن منظمي الدورة الرابعة والعشرين قد أعادوا إلى المسابقة تلك الجوائز التي كانت ألغيت سابقاً، لافتاً إلى أنه ولأول مرة جرت مشاهدة كل العروض التي ستقدم خلال المهرجان قبل أن تعرض للمتفرج في عمّان.
برنامج العروض يتضمّن مشاركات من ست دول عربية؛ الكويت والعراق والجزائر وفلسطين ومصر الإمارات، ومن الملاحظ غياب المشاركات الدولية وتقلص عدد العروض مقارنة بالسنوات السابقة، وكأن المهرجان آخذ في الانحسار لأسباب قد تعود إلى مشكلات تتعلق بتمويله مثلما هو الأمر دائماً مع المهرجانات التي تدعمها المؤسسات الرسمية في البلاد العربية.
الافتتح سيكون على خشبة مسرح "المركز الثقافي الملكي" بعمل أردني تحت عنوان "العازفة"، من إخراج وتمثيل دانا خصاونة ونصّ ملحة العبدالله.
أما الأعمال المشاركة فهي؛ المسرحية المصرية "السفير" من نص سلافيومير ميروجيك وإخراج أحمد السلاموني، والإماراتية "البوشيّة" من تأليف إسماعيل العبدالله وإخراج مرعي الحليان، والعراقية "وقت ضائع" من نص وإخراج تحرير الأسدي، ومسرحية "عطسة" الكويتية من نص محمد المسلم، وإخراج عبدالله التركماني، والمسرحية الجزائرية "كارت بوسطال" من نص فتحي كافي وإخراج قادة شلابي، ومن فلسطين يحضر عرض "المغتربان" المقتبس من نص البولوني سلافومير مروجك وإخراج إيهاب زاهدة، إضافة إلى مسرحية "روح الروح" السودانية من نص وإخراج خلف الله أمين.
بالنسبة إلى العروض الأردنية فهي "شواهد ليل" من تأليف وإخراج خليل نصيرات، و"مكان مع الخنازير" المقتبس عن نص أثول فوغارد وإخراج أسماء القاسم، وهما مسرحيتان من إنتاج رسمي.
يوم الاختتام يتضمّن ندوة "الدراماتورجية بالمسرح" يشارك فيه كل من المؤلف والمخرج المسرحي سامح مهران من مصر وأستاذ الدراما والنقد المسرحي سامي الجمعاني من السعودية، وأستاذ التعليم العالي للمسرح والفنون في المغرب سعيد الكريمي، والناقد العراقي منصور نعمان نجم، ومن الأردن عدنان مشاقبة وحسين نافع، إضافة إلى ورشة "الدراماتورجيا من النص إلى العرض" التي يقدمها الكاتب المسرحي التونسي بوكثير دومة.
ويستضيف المهرجان هذا العام عدداً من النقاد العرب والمخرجين والمهتمين منهم رفيق علي أحمد من لبنان، وسميرة بوعمود من تونس، وإيهاب عودة من فلسطين، وريم تلحمي من فلسطين، وعبيدو باشا من لبنان، ولطفي العربي السنوسي من تونس.