بينما تدور كاميرا المخرج سيف الدين سبيعي حالياً في دمشق لتصوير مشاهد مسلسل "نبتدي منين الحكاية"، للكاتب فادي قوشقجي، تعيدنا حكاية الحب، وفق ما رشح عن العمل، إلى العام 2008 حين قدم المخرج المثنى صبح للكاتب قوشقجي مسلسل "ليس سراباً"، ففي الحكايتين يقول الحب ما لا يقال.
ينتمي السيناريست فادي قوشقجي إلى مجموعة قليلة من كتّاب الدراما السورية (بالكاد يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة)، تتميّز كتابتهم الدرامية بما يمكن أن نسميه "عتبات النص"، حيث نكتشف في كل مقولة من مقولات العمل معنى ومعنى آخر مستتراً، كما لو أن حياة أخرى تتداخل مع حياة أبطال الحكاية من دون أن نراها، ولكننا نتلمّسها في ثنايا الحيوات في المسلسل.
يستولد فادي قوشقجي، في معظم أعماله، الواقع الذي يعيشه أبطاله من الواقع الذي نعيشه نحن الآن وهنا، وبذلك هو يقتنص الواقع دون أن ينقله كصورة فوتوغرافية طِبق الأصل في مسلسله الدرامي، وإنما يغلّفه برداء واقعي جديد، يعيش بذاته في النص الدرامي وله رسائله الخاصة بلا لبس أو تأويل، ولكنه في الوقت ذاته يكشف تحته عن واقع نعيشه بملامحه الأصيلة دون تخييل.
هذا ما كان عليه حال قصة الحب التي جمعت بين الكاتب جلال (عباس النوري) وحنان (كاريس بشار) في مسلسل "ليس سراباً"، وهو الحال الذي ستكون عليه، بالغالب، قصة الحب التي ستجمع بشير (غسان مسعود) مع ليال (سلافة معمار) في مسلسل "نبتدي منين الحكاية".
في "ليس سراباً" تناول فادي قوشقجي قصة حب تجمع بين جلال المسلم وحنان المسيحية، يعكر صفوها التعصب الديني والمجتمعي، الذي لن يكتفي المسلسل بحصره بدين سماوي دون آخر، فهنا نرى أفراداً مسيحيين كما نرى أفراداً مسلمين بدرجة الغلوّ نفسه، تلك مقولة للعمل بقدر ما تبدو رسالة من رسائل الدرامية لحكاية الحب السابقة، بقدر ما ترسم أولى صفات الواقع الذي يختبئ تحت رداء هذا الحب، واقع ستتكامل ملامحه مع التشدد الديني الذي سيظهر على "عامر" ابن جلال "العلماني".. ومع اكتمال تلك الملامح ستتكامل مقولة فادي قوشقجي المستترة في الحكاية: "بألا تركنوا طويلاً لصحة ما تعتقدونه، ولا تطمئنوا لحصانته من التخريب أو الخطأ، فالفكر الراكد كما الماء الراكد أيضاً يفسد بسهولة ما لم نجدّده.
هذه المقولة هي عتبة ثانية للنص تبتعد عن رداء الحب الذي ظهرت تحته، لتبدي فهماً متقدماً وتبشيراً لحال المجتمع السوري الذي ركن إلى مقولات جاهزة وربما فضفاضة حول التعايش والحضارة والوعي والثقافة وسواها من مفردات حياتية سياسية واجتماعية واقتصادية ولم ينتبه إلى السوس الذي بات ينخر في ركودها، وإلا من أين كل هذه الوحشية والظلامية والحقد الذي نعيشه اليوم.
عتبة ثانية لنص قوشقجي الجديد "نبتدي منين الحكاية"، تبشّرنا بها القراءات الأولى لحكاية الحب التي تجمع بين بشير وليال على مدار خمسة عشر عاماً، يعيش الاثنان خلالها بين صد وهجران إلى أن يأتي مرض السرطان ليصيب بشير وينهي حالة الهجران الأخير الذي دام عامين، ويدفع بشيراً للعودة إلى حبيبته ليال، ليلوذ بالحب معها من آلام المرض الذي يصيبه.
أقرأ أيضًا:الدراما السورية: حمل الكم الكاذب ورهان النوع المحكوم بالأمل
ينتمي السيناريست فادي قوشقجي إلى مجموعة قليلة من كتّاب الدراما السورية (بالكاد يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة)، تتميّز كتابتهم الدرامية بما يمكن أن نسميه "عتبات النص"، حيث نكتشف في كل مقولة من مقولات العمل معنى ومعنى آخر مستتراً، كما لو أن حياة أخرى تتداخل مع حياة أبطال الحكاية من دون أن نراها، ولكننا نتلمّسها في ثنايا الحيوات في المسلسل.
يستولد فادي قوشقجي، في معظم أعماله، الواقع الذي يعيشه أبطاله من الواقع الذي نعيشه نحن الآن وهنا، وبذلك هو يقتنص الواقع دون أن ينقله كصورة فوتوغرافية طِبق الأصل في مسلسله الدرامي، وإنما يغلّفه برداء واقعي جديد، يعيش بذاته في النص الدرامي وله رسائله الخاصة بلا لبس أو تأويل، ولكنه في الوقت ذاته يكشف تحته عن واقع نعيشه بملامحه الأصيلة دون تخييل.
هذا ما كان عليه حال قصة الحب التي جمعت بين الكاتب جلال (عباس النوري) وحنان (كاريس بشار) في مسلسل "ليس سراباً"، وهو الحال الذي ستكون عليه، بالغالب، قصة الحب التي ستجمع بشير (غسان مسعود) مع ليال (سلافة معمار) في مسلسل "نبتدي منين الحكاية".
في "ليس سراباً" تناول فادي قوشقجي قصة حب تجمع بين جلال المسلم وحنان المسيحية، يعكر صفوها التعصب الديني والمجتمعي، الذي لن يكتفي المسلسل بحصره بدين سماوي دون آخر، فهنا نرى أفراداً مسيحيين كما نرى أفراداً مسلمين بدرجة الغلوّ نفسه، تلك مقولة للعمل بقدر ما تبدو رسالة من رسائل الدرامية لحكاية الحب السابقة، بقدر ما ترسم أولى صفات الواقع الذي يختبئ تحت رداء هذا الحب، واقع ستتكامل ملامحه مع التشدد الديني الذي سيظهر على "عامر" ابن جلال "العلماني".. ومع اكتمال تلك الملامح ستتكامل مقولة فادي قوشقجي المستترة في الحكاية: "بألا تركنوا طويلاً لصحة ما تعتقدونه، ولا تطمئنوا لحصانته من التخريب أو الخطأ، فالفكر الراكد كما الماء الراكد أيضاً يفسد بسهولة ما لم نجدّده.
هذه المقولة هي عتبة ثانية للنص تبتعد عن رداء الحب الذي ظهرت تحته، لتبدي فهماً متقدماً وتبشيراً لحال المجتمع السوري الذي ركن إلى مقولات جاهزة وربما فضفاضة حول التعايش والحضارة والوعي والثقافة وسواها من مفردات حياتية سياسية واجتماعية واقتصادية ولم ينتبه إلى السوس الذي بات ينخر في ركودها، وإلا من أين كل هذه الوحشية والظلامية والحقد الذي نعيشه اليوم.
عتبة ثانية لنص قوشقجي الجديد "نبتدي منين الحكاية"، تبشّرنا بها القراءات الأولى لحكاية الحب التي تجمع بين بشير وليال على مدار خمسة عشر عاماً، يعيش الاثنان خلالها بين صد وهجران إلى أن يأتي مرض السرطان ليصيب بشير وينهي حالة الهجران الأخير الذي دام عامين، ويدفع بشيراً للعودة إلى حبيبته ليال، ليلوذ بالحب معها من آلام المرض الذي يصيبه.
أقرأ أيضًا:الدراما السورية: حمل الكم الكاذب ورهان النوع المحكوم بالأمل