"كيف فعلها"، سؤال ما يزال يحيّر المراقبون الإسرائيليون حيال فوز حزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بثلاثين مقعداً في الكنيست الإسرائيلي، بعدما كانت تشير كل استطلاعات الرأي إلى تخلفه بعدة مقاعد عن "المعسكر الصهيوني" بزعامة إسحاق هرتسوغ.
اقرأ أيضاً ("عودة" نتنياهو: دم جديد للتطرف القومي ـ الديني والعنصريّة)
وتجمع التحليلات على أن نتنياهو لجأ إلى الحيل في الأيام الأخيرة المصيرية قبل الانتخابات، بهدف استثارة التطرف الديني والقومي في صفوف اليمين، لا سيما في المستوطنات الإسرائيلية والقدس المحتلة. فقد أدرك مسبقاً قواعد اللعبة، وأنّه كلما أصبح وضعه الانتخابي أسوأ، كلما تمكّن من استعطاف واستثارة المصوّتين التقليديين، خصوصاً في القدس المحتلة والمستوطنات.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فان الاستطلاعات الداخلية التي أجراها حزب "الليكود"، قبل 10 أيام من الانتخابات أشارت إلى أن 58 في المائة من المستطلعين يرون أن نتنياهو يشكل الحكومة المقبلة. وكانت النسبة أقل من استطلاع سابق، غير أنّ هذا لم يرض نتنياهو الذي أراد تخفيض النسبة الى 50 في المائة على الأقل، مما يثير مخاوف المتطرفين، في المعسكر الديني والقومي. نتنياهو الذي يفهم نفسية هذه الشريحة من المصوتين أكثر من غيره، أقنعها أن الاعلام ومؤسسات حول العالم، تريد النيل منهم ومن المستوطنات ولا تستهدف نتنياهو نفسه عبر السعي الى إسقاطه.
وفي لقاء مع زعامات المستوطنين، قبل الانتخابات بأيام، كانت رسائله اليهم واضحة، بأن خسارته تعني نهايتهم، فالحكومات الخارجية، ومليارات الولايات المتحدة والمكسيك والمفكر العربي عزمي بشارة من قطر، والسلطة الفلسطينية، على حد زعمه، تستهدف بيوتهم وطردهم من الأماكن التي يستوطنونها، وقد برع في إقناعهم بالأمر.
وساعد الإعلام نتنياهو من حيث لا يدري في مخططاته، بتركيز الحديث على انخفاض عدد مقاعد "الليكود" الى 20 مقعداً في الأيام الحاسمة قبل الانتخابات، وذهب المحللون إلى التأكيد أن نتنياهو في مأزق وفي طريقه الى الخسارة.
وبحسب مخططات نتنياهو، كان هذا هو المطلوب ومفتاح النجاح. وتابع نتنياهو خطته المحكمة والتي نفذها عبر التحذيرات المتتالية من خسارة حكم اليمين لصالح اليسار والعرب، ووصلت الأمور ذروتها حين حذّر في نفس يوم الانتخابات، عبر صفحته على "فيسبوك" من أن العرب يتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع، وأن جمعيات يسارية تنقلهم بالحافلات اليها، فهو يدرك أن مثل هذه الأمور قد تكون أكثر ما يستفز المصوتين التقليديين لليمين، المؤمنين بالنهج الفاشي، المتزمتين والمتطرفين، والذين مهما استاءوا من أحزابهم اليمينية، يعودون اليها وينتقمون لها في لحظة الحقيقة، وهذا ما كان فعلاً.
وحصل "الليكود" على عدد من المقاعد، على حساب حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينيت، عبر إقناع الناخبين ألا وقت لمثل هذه "الألاعيب" في مثل هذه المرحلة، وأن بينيت مايزال شاباً، والمستقبل أمامه. كما حصل على عدد أقل من المقاعد، التي كانت متوقعة لحزب "كولانو" بزعامة موشيه كحلون، الذي حافظ على مصوتيه الشباب. غير أنه فقد يوم الانتخابات من جمهور كبار السن، الذين قرروا العودة والتصويت لبيتهم الأصلي "الليكود"، لإنقاذه من الخطر الداهم. نتنياهو يبدأ مشاورات غير رسمية مع ظهور النتائج الرسمية النهائية، أول من أمس، وحصول "الليكود" على 30 مقعداً، بدأت جهود بنيامين نتنياهو، نحو تشكيل حكومته الرابعة في أقصر وقت ممكن، خلافاً لما كان عليه الحال عند تشكيل الحكومة السابقة.
وتتوفر لنتنياهو أرضية خصبة، بحيث يمكنه تشكيل الحكومة بالاعتماد على أحزاب اليمين المتطرف وغلاة المستوطنين، التي تمنحه غالبية في الكنيست، مما قد يعني تشكيل حكومة مستقرة، قد تكمل دورتها إلا في حال وقعت مفاجآت، ولكن عليه قبل ذلك، إنجاز مهمة قد لا تكون سهلة، تتمثل في إرضاء شركائه المحتملين، الذين أعلن كل منهم عن الوزرات التي يرغب بتوليها.
وبدأ نتنياهو منذ ليل الأول من أمس، سلسلة لقاءات أولية وغير رسمية مع هذه الأحزاب، تمهيداً للمشاورات حول تشكيل حكومته المقبلة، لمعرفة مطالب كل حزب. أما الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، فيبدأ الأحد المقبل، سلسلة لقاءات تشاورية مع قادة الأحزاب الإسرائيلية، لمعرفة هوية زعيم الحزب، الذي يوصون به لتكليفه بتشكيل الحكومة، بحسب ما ينص عيه القانون الإسرائيلي.
من جهته، فان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، الحاصل على 6 مقاعد يطالب بالحصول على حقيبتيّ الأمن والأمن الداخلي. مع العلم أن نتنياهو يريد الاحتفاظ بوزارة الأمن لصالح الوزير الحالي من حزبه موشيه يعلون. أما زعيم حزب "كولانو" موشيه كاحلون، الحاصل على 10 مقاعد، فقد يتقلّد وزارة المالية، وهي رغبة نتنياهو أيضاً، بالإضافة إلى وزارة اجتماعية أخرى. وبالنسبة لزعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، الحاصل على 8 مقاعد، فقد يحصل على حقيبة الخارجية، بحسب ما أشارت اليه تقارير صحفية اسرائيلية.
ويطالب زعيم حزب "شاس"، أرييه درعي، الذي حصل على 7 مقاعد، بحقيبة الداخلية. ولم تتضح بعد مطالب حزب "يهدوت هتوراة" الحاصل على 7 مقاعد أيضاً. وعلت أصوات في حزب "الليكود" تطالب بالاحتفاظ بأكبر عدد من الوزارات الاجتماعية لوزراء من الحزب، الأمر الذي قد يصعّب عملية التفاوض لتشكيل حكومة، ولكنها عقبات سيتم تجاوزها على الأرجح. وتشكل هذه الأحزاب مجتمعة، فيما لو توصلت لتفاهمات مع نتنياهو، غالبية 68 نائباً في الكنيست الإسرائيلي. المعارضة الإسرائيلية في هذه الأثناء، ألمح زعيم حزب "المعسكرالصهيوني"، اسحاق هرتسوغ، الذي مني بخسارة قاسية وحصل على 24 مقعداً متخلفاً عن "الليكود" بـ 6 مقاعد، بعكس كل استطلاعات الرأي، أنه سيتزعم المعارضة ولن يكون جزءاً من حكومة وحدة وطنية.
وبالنسبة لـ"القائمة المشتركة" التي تمثل فلسطينيي الداخل، والحاصلة على 13 مقعداً بعد فقدانها المقعد الـ 14 لصالح حزب "ميترس" اليساري، فان المهمة لن تكون سهلة في ظل حكومة يتوقع أن تصل ذروة التطرف وسن القوانين العنصرية والفاشية ضد الجماهير العربية. ورغم فقدانها مقعداً، إلا أنها بقيت القوة الثالثة في الكنيست، في أول تجربة وحدوية للجماهير العربية في هذا السياق. وستشمل المعارضة في الوضع الطبيعي، حزب "يش عتيد" بزعامة وزير المالية الأسبق يائير لبيد، وحزب "ميرتس" بزعامة زهافا غالئون، الممثل بـ 5 مقاعد.
اقرأ أيضاً ("عودة" نتنياهو: دم جديد للتطرف القومي ـ الديني والعنصريّة)
وتجمع التحليلات على أن نتنياهو لجأ إلى الحيل في الأيام الأخيرة المصيرية قبل الانتخابات، بهدف استثارة التطرف الديني والقومي في صفوف اليمين، لا سيما في المستوطنات الإسرائيلية والقدس المحتلة. فقد أدرك مسبقاً قواعد اللعبة، وأنّه كلما أصبح وضعه الانتخابي أسوأ، كلما تمكّن من استعطاف واستثارة المصوّتين التقليديين، خصوصاً في القدس المحتلة والمستوطنات.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فان الاستطلاعات الداخلية التي أجراها حزب "الليكود"، قبل 10 أيام من الانتخابات أشارت إلى أن 58 في المائة من المستطلعين يرون أن نتنياهو يشكل الحكومة المقبلة. وكانت النسبة أقل من استطلاع سابق، غير أنّ هذا لم يرض نتنياهو الذي أراد تخفيض النسبة الى 50 في المائة على الأقل، مما يثير مخاوف المتطرفين، في المعسكر الديني والقومي. نتنياهو الذي يفهم نفسية هذه الشريحة من المصوتين أكثر من غيره، أقنعها أن الاعلام ومؤسسات حول العالم، تريد النيل منهم ومن المستوطنات ولا تستهدف نتنياهو نفسه عبر السعي الى إسقاطه.
وفي لقاء مع زعامات المستوطنين، قبل الانتخابات بأيام، كانت رسائله اليهم واضحة، بأن خسارته تعني نهايتهم، فالحكومات الخارجية، ومليارات الولايات المتحدة والمكسيك والمفكر العربي عزمي بشارة من قطر، والسلطة الفلسطينية، على حد زعمه، تستهدف بيوتهم وطردهم من الأماكن التي يستوطنونها، وقد برع في إقناعهم بالأمر.
وساعد الإعلام نتنياهو من حيث لا يدري في مخططاته، بتركيز الحديث على انخفاض عدد مقاعد "الليكود" الى 20 مقعداً في الأيام الحاسمة قبل الانتخابات، وذهب المحللون إلى التأكيد أن نتنياهو في مأزق وفي طريقه الى الخسارة.
وبحسب مخططات نتنياهو، كان هذا هو المطلوب ومفتاح النجاح. وتابع نتنياهو خطته المحكمة والتي نفذها عبر التحذيرات المتتالية من خسارة حكم اليمين لصالح اليسار والعرب، ووصلت الأمور ذروتها حين حذّر في نفس يوم الانتخابات، عبر صفحته على "فيسبوك" من أن العرب يتوجهون بكثافة إلى صناديق الاقتراع، وأن جمعيات يسارية تنقلهم بالحافلات اليها، فهو يدرك أن مثل هذه الأمور قد تكون أكثر ما يستفز المصوتين التقليديين لليمين، المؤمنين بالنهج الفاشي، المتزمتين والمتطرفين، والذين مهما استاءوا من أحزابهم اليمينية، يعودون اليها وينتقمون لها في لحظة الحقيقة، وهذا ما كان فعلاً.
وحصل "الليكود" على عدد من المقاعد، على حساب حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينيت، عبر إقناع الناخبين ألا وقت لمثل هذه "الألاعيب" في مثل هذه المرحلة، وأن بينيت مايزال شاباً، والمستقبل أمامه. كما حصل على عدد أقل من المقاعد، التي كانت متوقعة لحزب "كولانو" بزعامة موشيه كحلون، الذي حافظ على مصوتيه الشباب. غير أنه فقد يوم الانتخابات من جمهور كبار السن، الذين قرروا العودة والتصويت لبيتهم الأصلي "الليكود"، لإنقاذه من الخطر الداهم. نتنياهو يبدأ مشاورات غير رسمية مع ظهور النتائج الرسمية النهائية، أول من أمس، وحصول "الليكود" على 30 مقعداً، بدأت جهود بنيامين نتنياهو، نحو تشكيل حكومته الرابعة في أقصر وقت ممكن، خلافاً لما كان عليه الحال عند تشكيل الحكومة السابقة.
وتتوفر لنتنياهو أرضية خصبة، بحيث يمكنه تشكيل الحكومة بالاعتماد على أحزاب اليمين المتطرف وغلاة المستوطنين، التي تمنحه غالبية في الكنيست، مما قد يعني تشكيل حكومة مستقرة، قد تكمل دورتها إلا في حال وقعت مفاجآت، ولكن عليه قبل ذلك، إنجاز مهمة قد لا تكون سهلة، تتمثل في إرضاء شركائه المحتملين، الذين أعلن كل منهم عن الوزرات التي يرغب بتوليها.
وبدأ نتنياهو منذ ليل الأول من أمس، سلسلة لقاءات أولية وغير رسمية مع هذه الأحزاب، تمهيداً للمشاورات حول تشكيل حكومته المقبلة، لمعرفة مطالب كل حزب. أما الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، فيبدأ الأحد المقبل، سلسلة لقاءات تشاورية مع قادة الأحزاب الإسرائيلية، لمعرفة هوية زعيم الحزب، الذي يوصون به لتكليفه بتشكيل الحكومة، بحسب ما ينص عيه القانون الإسرائيلي.
من جهته، فان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، الحاصل على 6 مقاعد يطالب بالحصول على حقيبتيّ الأمن والأمن الداخلي. مع العلم أن نتنياهو يريد الاحتفاظ بوزارة الأمن لصالح الوزير الحالي من حزبه موشيه يعلون. أما زعيم حزب "كولانو" موشيه كاحلون، الحاصل على 10 مقاعد، فقد يتقلّد وزارة المالية، وهي رغبة نتنياهو أيضاً، بالإضافة إلى وزارة اجتماعية أخرى. وبالنسبة لزعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، الحاصل على 8 مقاعد، فقد يحصل على حقيبة الخارجية، بحسب ما أشارت اليه تقارير صحفية اسرائيلية.
ويطالب زعيم حزب "شاس"، أرييه درعي، الذي حصل على 7 مقاعد، بحقيبة الداخلية. ولم تتضح بعد مطالب حزب "يهدوت هتوراة" الحاصل على 7 مقاعد أيضاً. وعلت أصوات في حزب "الليكود" تطالب بالاحتفاظ بأكبر عدد من الوزارات الاجتماعية لوزراء من الحزب، الأمر الذي قد يصعّب عملية التفاوض لتشكيل حكومة، ولكنها عقبات سيتم تجاوزها على الأرجح. وتشكل هذه الأحزاب مجتمعة، فيما لو توصلت لتفاهمات مع نتنياهو، غالبية 68 نائباً في الكنيست الإسرائيلي. المعارضة الإسرائيلية في هذه الأثناء، ألمح زعيم حزب "المعسكرالصهيوني"، اسحاق هرتسوغ، الذي مني بخسارة قاسية وحصل على 24 مقعداً متخلفاً عن "الليكود" بـ 6 مقاعد، بعكس كل استطلاعات الرأي، أنه سيتزعم المعارضة ولن يكون جزءاً من حكومة وحدة وطنية.
وبالنسبة لـ"القائمة المشتركة" التي تمثل فلسطينيي الداخل، والحاصلة على 13 مقعداً بعد فقدانها المقعد الـ 14 لصالح حزب "ميترس" اليساري، فان المهمة لن تكون سهلة في ظل حكومة يتوقع أن تصل ذروة التطرف وسن القوانين العنصرية والفاشية ضد الجماهير العربية. ورغم فقدانها مقعداً، إلا أنها بقيت القوة الثالثة في الكنيست، في أول تجربة وحدوية للجماهير العربية في هذا السياق. وستشمل المعارضة في الوضع الطبيعي، حزب "يش عتيد" بزعامة وزير المالية الأسبق يائير لبيد، وحزب "ميرتس" بزعامة زهافا غالئون، الممثل بـ 5 مقاعد.