وحاولت قيادات "النداء" تجاوز الضربة التي تلقتها من رئيس لجنة إعداد مؤتمرها الانتخابي رضا شرف الدين، الذي أعلن مغادرة الحزب والاستقالة من البرلمان، إذ عينت الهيئة السياسية رئيساً جديداً للجنة التي "ستواصل عملها والإعداد للمؤتمر ولوائحه".
وعلقت الرئيسة الجديدة للجنة سميرة بالقاضي، خلال الندوة، على استقالة رئيس لجنة إعداد المؤتمر بأن "المجهود الذي قدمه شرف الدين في اتجاه عقد مؤتمر شفاف للنداء يعيد إليه رصيده الانتخابي والجماهيري الذي حصل عليه خلال انتخابات سنة 2014".
ودعت بالقاضي "الندائيين" إلى "العمل على إنجاح المؤتمر الذي سيعقد في الأجل المتفق عليه، والانخراط في مسار دعم الحزب من أجل تجاوز الأزمة التي يمر بها في هذا التوقيت الحساس الذي تمر به البلاد".
في المقابل، قدّر رئيس الكتلة البرلمانية للحزب سفيان طوبال، في تصريح إعلامي عقب الندوة، أن استقالة شرف الدين "بدت صادمة، وأثارت دهشة في صفوف الندائيين"، وفسر ذلك بأنه "كان من المنطقي أن يستقيل شرف الدين في الأسابيع الماضية، لأن اللجنة سجلت ركودا، بيد أن الحركية عادت في إطار مسار انخرط فيه جميع الندائيين في المركز والجهات، وهو ما أدى إلى عودة النشاط داخل اللجنة ونجاحها في وضع تصور نهائي للمؤتمر".
وألمح طوبال إلى أن هناك شعوراً عاماً داخل الهيئة السياسية بأن "استقالة شرف الدين تقف وراءها أطراف لا تريد لهذا المؤتمر أن ينعقد، وتسعى لهدم الحزب".
من جانبه، أكد عضو الهيئة السياسية لـ"نداء تونس" رمزي خميس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اللجنة بتركيبتها الجديدة ستواصل العمل على خارطة الطريق التي تم إنجازها، باستثناء بعض التغييرات في التاريخ، وسيواصل أعضاؤها الجدد والمتبقون العمل.
ووفق ما ذكره خميس لـ"العربي الجديد"، فإن الاستقالة "كانت صادمة لكل قيادات النداء، خاصة إثر جلسة يوم الاثنين الماضي، إذ التقت الهيئة السياسية برضا شرف الدين، ولم يعبر عن أي نية للاستقالة أو بوادر حول وجود أي خلاف في اللجنة أو حول عملها".
ونفى المتحدث أن يكون ما يروج عن خلاف مع المدير التنفيذي صحيحاً، مضيفاً أن "ما يسوق له بأن حافظ قائد السبسي قد تغول على الحزب وتجاوز أعمال اللجنة وأراد فرض تصوراته الخاصة مجرد شائعات عارية من الصحة، وحتى إن صح ذلك فإن المؤتمر لم يتبق على عقده إلا أسابيع كان من الممكن إزاحته من قيادة الحزب خلاله".
والثابت لدى قيادات النداء، وفق ما نقله خميس، لـ"العربي الجديد"، أن رئيس لجنة إعداد المؤتمر المستقيل "تعرض لضغوطات من عدة أطراف، وبدا في آخر لقاء له مع أعضاء اللجنة في وضع نفسي صعب، نتيجة الضغط الذي تعرض له، غير أنه فضل مغادرة الحياة السياسية بصفة تامة، والاستقالة من البرلمان والحزب معا"، بدل أن ينضم للحزب الوليد الذي أسسه رئيس الحكومة المنشق عن "نداء تونس"، يوسف الشاهد، أو غيرها من الأحزاب.
وختم عضو الهيئة السياسية حديثه بأن الكتلة البرلمانية تركز جهودها من أجل إثناء شرف الدين عن الاستقالة من البرلمان وإعادته إلى صفوفها.