وتتحول بذلك "نسمة" إلى قناة شبه إخباريّة، تخصص الحيّز الأكبر من برمجتها للمتابعات الإخبارية والاستديوهات التحليلية السياسية، من خلال برامج صباحية وفي منتصف النهار، وأخرى مسائية يتم فيها استضافة السياسيين وتغطية الظاهرات السياسية في تونس.
وركّزت "نسمة" خلال أكثر من سنتين على المسلسلات التركية، حيث قامت ببث العديد من المسلسلات التركية ودبلجة أخرى باللهجة التونسية، مكتفيةً بمتابعة إخباريّة جزئية للشأن المحلي والعالمي تتمثل في برنامج إخباري واحد.
ولتحقيق التحوّل، استقدمت القناة العديد من الوجوه التلفزيونية المعروفة في تونس بالتحليل السياسي، من أمثال سفيان بن حميدة الذي سبق له العمل في قناة "الحوار التونسي" وفي "نسمة" عام 2011 ضمن برنامج سياسي. كما وظّفت المحلل السياسي والإعلامي سفيان بن فرحات والإعلامي وليد أحمد الفرشيشي والإعلامي زياد الهاني، وغيرهم من الوجوه الإعلامية البارزة في تونس، لعلّ أهمها الكاتب والإعلامي المثير للجدل توفيق بن بريك.
وأرجع البعض هذا الاختيار إلى تراجع نسبة مشاهدتها أمام قناتي "الحوار التونسي" و"التاسعة" اللتين اختارتا البرامج الحوارية السياسية ذات الطابع الإخباري منهجاً، مما جعلهما تحظيان بنسبة مشاهدة عالية.
كما ذهب البعض الآخر إلى أنّ مالك القناة نبيل القروي وهو واحد من الأعضاء المؤسسين لحزب "نداء تونس"، اختار تغيير برمجة القناة للاهتمام بالشأن السياسي في إطار عملية استباقيية لإعادة التموضع في الحياة السياسية، خصوصاً وأن تونس قد تشهد هذه السنة الانتخابات البلدية والمحلية، وهو ما يجعل القناة واحدة من اللاعبين الرئيسين في هذا المجال مثلما فعلت سنة 2014 حينما كانت القناة الناطقة والداعمة للرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي، أمام منافسه حينها الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي.
واستطاعت "نسمة تي في" من خلال برمجتها الجديدة شد الكثير من المتابعين، وهو بدا واضحًا من خلال التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، والتي اعتبرت ما قامت به القناة خطوة جيدة في طريق إعلام تونسي جديد.