في "نزهة" السجن، وهو الاسم المتداول للفسحة المخصصة لاستنشاق الهواء خارج زنازين سجن "بربر الخازن" في العاصمة اللبنانية بيروت، أقيمت حصص تدريبية أسبوعية على تقنيات التصوير، وكيفية استخدامه كوسيلة للتعبير، شاركت فيها 40 سجينة من جنسيات مختلفة.
استخدمت السجينات الكاميرا لإعادة تعريف المكان الذي يعشن فيه، علاقتهنّ به، علاقتهنّ بالخارج، علاقتهنّ بالسلطة، وعلاقتهنّ بأنفسهن. وشكّل تعلّم التصوير تجربة مغرية لهنّ، تجربة مختلفة عن المهارات التي اعتدن على تعلمها داخل السجن، ووفّر لهنّ وسيلة للتنفيس عن احتقانهنّ.
وجاء المشروع ضمن أهداف جمعية مهرجان الصورة "ذاكرة"، التي تعمل على تمكين الأشخاص من استخدام فنّ التصوير.
وافتتحت "ذاكرة"، أمس الجمعة معرض صور بعنوان "النزهة"، يضمّ صوراً التقطتها سجينات داخل السجن، أقيم في دار المصوّر في الحمرا، وحضره المقدم ميشال عوض، ممثلاً اللواء إبراهيم بصبوص مدير عام قوى الأمن الداخلي، وأسامة الرفاعي مدير الصندوق العربي للثقافة والفنون "أفاق"، وحشد من الجمهور المهتم والإعلاميين.
ويأتي المعرض ختاماً لمشروع أطلقته "ذاكرة" بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون، وتضمّن ورش عمل تدريبية في التصوير الفوتوغرافي استمرت لمدّة سنة (2012-2013) داخل السجن. وهدف المشروع إلى تحسين الظروف النفسية للسجينات، من خلال تطوير مهاراتهن الفنية والشخصية، ومساعدتهنّ في التغلب على الصعوبات التي يواجهنها داخل السجن. كما هدف إلى تمكين السجينات من مهارة قد تساعدهنّ في إيجاد عمل بعد إطلاق سراحهنّ، ما يساهم في عملية إعادة اندماجهنّ في المجتمع.
وعملت الجمعية بنجاح على تنفيذ مشروعي "لحظة" و"ما بعد اللحظة"، اللذين هدفا إلى تطوير المهارات الفنية لأطفال فلسطينيين ولبنانيين، كما قامت بتأسيس مركزٍ للتصوير في بيروت هو "دار المصور" الذي تحوّل إلى ملتقى لمحبي الصورة. وهي تعمل حالياً على مشروع "لحظة 2"، وهو مشروع يهدف إلى تمكين أطفال سوريين نازحين، تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، من تصوير الحياة كما يرونها.