ذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن الأعوام الأربعة التي مرت على بدء الربيع العربي، شهدت انتقال جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر من الشوارع إلى القصر الرئاسي، وعودة الجماعة من جديد إلى الشوارع، في إشارة إلى الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي ضد الجماعة، وإصدار نظامه أحكام الإعدام بالجملة في حق قياديي الإخوان.
المقال تطرق بشكل مفصل لمختلف أشكال القمع والتنكيل التي يمارسها نظام السيسي، في محاولة منه لسحق جماعة الإخوان المسلمين، وتساءل إن كان هذا القمع سيؤدي إلى تدمير الجماعة، أم سيتسبب في تخليها عن مواقفها السلمية الواضحة التي تنبذ العنف.
ولفت المقال إلى أن مصر تعيش في عهد السيسي أزمة حقوق إنسان تعد الأسوأ في تاريخ البلاد، مشيرا إلى أن التظاهرات السلمية أصبحت غير قانونية، وبأن عناصر الشرطة في إمكانهم إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وتعذيب الآلاف من المعتقلين السياسيين من دون أن تطالهم المتابعة القضائية.
ولفت المقال إلى أنه منذ الانقلاب العسكري الذي عرفته مصر في عام 2013، والذي أدى لعزل محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب بطريقة ديمقراطية، شهدت البلاد تصعيداً خطيراً في ممارسة العنف.
كذلك أبرز أن أي شخص يتجرأ على معارضة النظام يواجه القمع الشديد، مبيناً أنّ الإخوان المسلمين مستهدفون بشكل خاص، وأن نظام السيسي سعى، وبسرعة كبيرة، إلى القيام باستئصال جماعة الإخوان المسلمين، بعدما زجّ بعشرات الآلاف من أفراد الجماعة داخل السجون أو دفعهم للرحيل عن مصر، وتمكن عدد قليل فقط من قيادي الجماعة من الفرار خارج مصر.
وتحدث المقال كذلك عن إصدار حكم الإعدام في حق المرشد العام للجماعة، محمد بديع، في أبريل/ نيسان 2014، فضلاً عن 682 من أنصار الجماعة في محاكمة لم تتعد مدتها ثماني دقائق، معتبراً أن القضاء المصري المسيّس بشكل كبير أصدر حكم الإعدام في حق الرئيس المعزول محمد مرسي.
وعلى سبيل المقارنة، أوضح المقال أن حسني مبارك، والذي وصفه بدكتاتور مصر طيلة 30 عاماً، حكم عليه فقط بثلاثة أعوام في تهم تتعلق بالفساد.
إلى ذلك، أبرز المقال أن كل هذا القمع الشديد لم ينل من عزيمة أنصار الإخوان المسلمين، وبأنهم ما زالوا متحدين على الرغم من ذلك، غير أن المقال أشار إلى أنه حتى في حال فشل القمع الذي يمارسه نظام السيسي في القضاء على الجماعة، فإن ذلك سيؤدي إلى تغيير بنيتها بشكل عميق، في إشارة إلى وجود انقسام في صفوف من قرروا عدم الانزياح عن التزام الإخوان المسلمين بنبذ العنف، وأولئك الذين يعتبرون أنه يجوز في بعض الحالات الانتقام من نظام السيسي، لا سيما لدى بعض الشباب.
اقرأ أيضاً: مصر: الأزهر يرد بـ"المحروسة" على بيان "الكنانة 2"