في الوقت الذي حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من تداعيات أي قرار بشأن ضم غور الأردن على مستقبل اتفاقية السلام مع عمان، ترجح إسرائيل أن التدريبات العسكرية الأردنية التي جرت أخيراً على مواجهة غزو إسرائيلي من الغرب تمثل رسالة تفيد بأن "غضب" الأردن من إسرائيل "حقيقي"، إلى جانب أنها تمثل في الوقت نفسه محاولة لاسترضاء الشارع الأردني.
ونقل عاموس هارئيل، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هارتس" عن أوساط إسرائيلية رسمية قولها إن القصر الملكي نقل رسائل لإسرائيل مفادها أنه على الرغم من أن هناك أسبابا حقيقية وراء التصعيد الكلامي في الأردن ضد إسرائيل إلا أنه يهدف أيضا إلى استرضاء الشارع والمعارضة الأردنية في ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها المملكة.
وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم، أشار هارئيل إلى أنه على الرغم من أن الأردن قد حرص على عدم ذكر اسم إسرائيل كمستهدف في المناورة المذكورة، إلا أن التقديرات في تل أبيب تؤكد أن الخطاب الأردني الرسمي والإعلامي المنتقد لإسرائيل يدلل على أن عمان معنية بإطلاق تحذيرات عملية لإسرائيل. ولفت إلى أن الملك عبد الله الثاني عمد بشكل خاص إلى توجيه انتقادات لاذعة لنتنياهو في أعقاب تعهده أثناء حملة الانتخابات الأخيرة بضم غور الأردن.
وأشار إلى أن إسرائيل تدرس إمكانية أن تعرض على الأردن أن يقوم رئيس "الدولة" رؤبين ريفلين بزيارة رسمية لعمان بهدف تخفيف التوتر بين الجانبين.
في هذه الأثناء ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "12" أن قادة الجيش والمؤسسة الاستخبارية في تل أبيب حذروا أخيراً نتنياهو من التداعيات الإستراتيجية التي يمكن أن تترتب على أي قرار يتخذه بشأن ضم منطقة "غور الأردن" لإسرائيل.
وفي تقرير بثته الليلة الماضية، أشارت القناة إلى أن القادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين لفتوا نظر نتنياهو إلى أن قرار ضم "غور الأردن" يحمل في طياته تهديدا جديا لمستقبل اتفاقية "وادي عربة".
وأشارت القناة إلى أن القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية ترى أن الأردن لا يمكنه أن يرد على قرار ضم "غور الأردن" فقط باستدعاء السفير الأردني من تل أبيب أو طرد السفير الإسرائيلي من عمان، محذرة من أن الضغوط الداخلية يمكن أن تدفع النظام لاتخاذ خطوات تهدد مستقبل اتفاقية السلام.
وكان جنرالات متقاعدون في الجيش والاستخبارات وباحثون كبار في تل أبيب قد وجهوا أخيراً انتقادات حادة لسلوك القيادة الإسرائيلية تجاه الأردن على هامش مؤتمر نظمه "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي بمناسبة مرور 25 عاما على توقيع اتفاقية "وادي عربة".
واتهم المشاركون في المؤتمر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بعدم القيام بخطوات تساعد نظام الحكم في عمان على مواصلة احترام اتفاقية "وادي عربة" من خلال إحراجه أمام الرأي العام الأردني عبر خطوات استفزازية، مثل السماح بأعداد كبيرة للمستوطنين باقتحام الأقصى، وأنماط تعاطي نتنياهو خلال الأزمة التي تفجرت بين الجانبين في أعقاب إقدام حارس السفارة الإسرائيلية في عمان على قتل مواطنين أردنيين في 2017.