قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، إن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التقى خلال مشاركته في مداولات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ممثلين عن التيار المسيحي الإنجيلي المؤيد والمناصر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، على أمل أن تساعد هذه اللقاءات في تحسين العلاقات بينه وبين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يحظى بتأييد كبير من التيار المسيحي الأفنجالي في الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير في "هآرتس"، فقد سبق للرئيس المصري أن عقد، العام الماضي، لقاءات مشابهة مع قادة بارزين من تيار الكنيسة الإنجيلية في الولايات المتحدة، في خطوة اعتبرت "خارجة عن المألوف" من قبل زعيم دولة عربية مسلمة".
ووفق الصحيفة، فإن السيسي يأمل استغلال هذه اللقاءات لـ"تحسين صورة مصر" في الولايات المتحدة، ومن أجل تجنيد هذا التيار، المعروف بمواقفه اليمينية نسبيا في سياق النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي، لـ"تأييد الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط".
وقالت الصحيفة إن اللقاء الأول من هذا النوع عقد قبل عشرة أشهر في القاهرة، حيث استضاف السيسي مجموعة من رجال الدين من أبناء هذا التيار والناشطين الإنجيليين البارزين.
واستمر اللقاء ثلاث ساعات، تمحور الحديث فيه عن أمن الأقباط في مصر، وحرب النظام ضد المنظمات الإرهابية في سيناء، ومكانة مصر في السياسة الأميركية وجهودها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني.
وفي الأسبوع الماضي، التقى السيسي في نيويورك مجموعة من الإنجيليين، على هامش مشاركته في مداولات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء انتهى قبل ربع ساعة من بدء لقاء السيسي مع رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وبحسب مصدر مطلع، فإن التوقيت للقاء مع الإنجيليين، قبيل لقاء نتنياهو - السيسي، لم يكن عفويا.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس المصري يولي أهمية لعلاقاته مع الإنجيليين، وذلك بسبب التأثير الذي يملكه أنصار هذا التيار في الرئيس الأميركي، خاصة وأن عددا من الشخصيات التي استضافها السيسي في القاهرة قبل عشرة أشهر يشغلون مناصب في ما يسمى المجلس العام للحركة الإنجيلية، الذين يقدمون النصائح والتوصيات لترامب في القضايا الدينية، وأنه بالرغم من الثناء والمديح اللذين يكيلهما السيسي باستمرار لسياسة ترامب تجاه مصر، فإنه يسعى إلى بناء مراكز قوة أميركية مؤيدة لمصر وعدم الركون فقط إلى مواقف الرئيس الأميركي المتقلبة.
ونقلت الصحيفة عن رجل الدين في الحركة الإنجيلية، مايك غيفانس، قوله للسيسي خلال اللقاء، إن "محاربة الإرهاب هي جزء من حقوق الإنسان، وأنت حررت مصر من استبداد الإخوان المسلمين، وتحولت مصر إلى بلد آمن ومزدهر لصالح الجميع"، وفق قوله.
ولفتت إلى أن رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، شارك في اللقاء الأخير في نيويورك مع وفد الكنيسة الإنجيلية، وأنه استعرض أمامهم "جهود مصر والسيسي بشأن التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني على أساس حل الدولتين".
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصدر كان ضالعا في ترتيب اللقاء أن أعضاء الوفد الأميركي سمعوا من الرئيس المصري مواقف وآراء "لا يسمعون مثلها في العادة"، دون توضيح المقصود بهذه المواقف.