تحظى الحقبة المغولية باهتمام متزايد مؤخراً مع توجّه العديد من المتاحف إلى تنظيم معارض للفنون التي أُنتجت خلالها وتمثّل امتزاجاً بين مؤثرات هندية سنكسريتية وفارسية وعربية انعكست على صناعة الحلي والمجوهرات والمشغولات التقليدية والتحف الفنية.
"ثمينة ونادرة: مصنوعات معدنية إسلامية من كورتولد" عنوان المعرض الذي افتتح الشهر الماضي في "متحف هولبورن" بمدينة باث البريطانية، ويتواصل حتى السادس من أيلول/ سبتمبر المقبل، ويضمّ أعمالاً تنتمي إلى الفترة ما بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر.
تمّت استعارة القطع المعروضة من قبل توماس جامبير باري (1816 - 1888)، أحد أبرز المقتنين في العصر الفيكتوري، بحسب بيان المنظّمين، من دون أيّة إشارة عن كيفية حصوله عليها، وإن كانت المصادر التاريخية تشير إلى شرائه بعضها من تجار المزادات، لكن ليس هناك بيانات واضحة لآلاف الخزفيات والعاجيات والزجاجيات والمعدنيات البيزنطية والإسلامية، إلى جانب العديد من اللوحات الفنية.
توجد جميع هذه المقتنيات في معرض دائم يقيمه "معهد كورتولد" الذي يعير بعضها للمتاحف حول العالم، ومنها حقيبة لسيدة نبيلة عاشت في البلاط المغولي بداية القرن الرابع عشر، وقد صُنعت في مدينة الموصل العراقية من الجلد وطُعّمت بالذهب والفضة، بتصميم أنيق ومتقن يشير إلى ازدهار صناعة الحقائب في تلك الفترة.
كما تُعرض العديد من النماذج التي تدلّ على تطوّر الحرف في العراق وإيران وسورية مصر وتركيا، ومنها صينية من النحاس ذات زخارف محفورة ومطعمة بالذهب وشمعدانات بزخرفة هندسية ذات أشكال دائرية ورسوم نباتية وكتابات بخط النسخ، ويتضمّن بعضها اسم صانعها، وهو تقليد انتشر آنذاك، إلى جانب تاريخ صناعة كلّ قطعة.
وتوجد على بعض الأواني النحاسية مثل الأباريق والكؤوس ووالأقواس والسيوف والأقداح أشكال آدمية، بعضها مشاهد صيد لأمراء وقادة عسكريين وكذلك لاحتفالات تبرز الابتهاج بأعياد وطقوس مختلفة حيث الموسيقيون يعزفون وأناس يرقصون على أنغامها، إلى جانب مشغولات معدنية عليها رسوم لحيوانات كانت تحمل قيمة رمزية لدى المغول، حيث ينقش على الصواني زوجان من العقبان وغيرها من الطيور وحيوانات أليف وأخرى متوحشة، وكذلك حيوانات ذات رؤوس آدمية.