ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن الشرطة الأميركية قتلت 385 شخصاً خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2015 الجاري، ووفق البيانات التي جمعتها الصحيفة، فإن عدد الذين قتلتهم الشرطة هو ضعف العدد الذي تعلنه الأرقام الرسمية.
وأفادت الصحيفة الأميركية، في تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أمس الأحد، أن معدل من قتلتهم الشرطة الأميركية يومياً أكثر من شخصين، وأن هذ المعدل أكثر بمرتين من عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم من قبل الشرطة خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة، أنَّ 8 أشخاص من القتلى لا تتجاوز أعمارهم الـ 18، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، لافتة إلى أنَّ القاسم المشترك بين جميع القتلى هي انتماءهم للطبقة الفقيرة، وأنّ عدد السود مرتفع جداً بين الضحايا، وخصوصاً غير المسلحين منهم.
وأكّدت "واشنطن بوست"، أنّها اعتمدت في جمع هذه البيانات على مقابلات وتقارير الشرطة وتقارير إعلامية ومصادر أخرى، مستعرضةً شهادة رئيس جهاز شرطة سابق، يدعى جيم بويرمان، الذي قال إن "حالات إطلاق النار لا تُغطَّى إعلامياً كما ينبغي. لن نتمكن من تقليص عدد حالات إطلاق النار من طرف الشرطة ما لم نبدأ في تعقب هذه المعلومات بدقة".
وتعتمد الإحصائيات الرسمية على الأرقام التي وفرتها وكالات إنفاذ القانون بشكل تلقائي. وذكرت "واشنطن بوست" في تقريرها أن معدل الوفيات في اليوم الواحد يقترب من 2.6، بينما تشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو 400 شخص يقتل كل سنة منذ عام 2008.
وتشير سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" للسنوات العشر الماضية إلى وقوع نحو 400 حادثة قتل من قبل الشرطة في العام الواحد، أو 1.1 حادثة قتل كل يوم. ولكن الاحصاءات التي خلصت إليها الصحيفة تشير الى أن معدل الوفيات في اليوم الواحد يقترب من 2.6.
وتأتي هذه الإحصائيات بالتزامن مع الجدل الرائج في الولايات المتحدة حول استخدام الشرطة للقوة المفرطة والقاتلة، وبوجه خاص ضد الأقليات العرقية، الأمر الذي يؤكده التقرير، إذ خلص إلى أن السود يُقتلون بنسبة ثلاث مرات أكثر من البيض أو الأقليات الأخرى.
ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه لو استمر هذا المعدل ستكون الشرطة قد قتلت نحو ألف شخص بحلول نهاية العام الحالي. وختمت تقريرها بالإشارة إلى أنَّ السلطات القضائية الأميركية حمَّلت الشرطة مسؤولية مقتل ثلاث ضحايا فقط.