وقال الصحيفة، في افتتاحيتها، اليوم الخميس، إنّ إدارة ترامب اتخذت "خطوة أولى"، نحو تعديل العلاقات الأميركية مع السعودية في أعقاب "القتل الوحشي" للصحافي السعودي جمال خاشقجي، بدعوتها إلى وقف الأعمال العدائية في اليمن.
وقالت الصحيفة التي كان خاشقجي كاتب مقالات فيها، إنّ السعوديين شنّوا حملة عسكرية قاتلة لكنّها غير فعالة في اليمن، والتي تسببّت، بدعم من الولايات المتحدة، في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأشارت إلى أنّ التدخل السعودي في اليمن، كان خطوة أولى "من سلسلة مغامرات متهورة" قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأضرت بمصالح الولايات المتحدة، وبلغت ذروتها مع اغتيال خاشقجي، في 2 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
وطالبت الصحيفة، الولايات المتحدة بـ"التحرّك العاجل"، لاحتواء "الضرر" الذي سبّبه ولي العهد السعودي، في اليمن.
وقالت الصحيفة إنّ بن سلمان، وعندما بدأت الحملة السعودية في اليمن عام 2015، توقع "بثقة" أنّها ستؤدي بسرعة إلى طرد الحوثيين الذين استولوا على العاصمة اليمنية، وأطاحوا بحكومة مدعومة من السعودية، غير أنّها اليوم، وبعد ثلاث سنوات على بدئها، أبعد ما تكون عن هذا الهدف.
وذكّرت الصحيفة، أنّه ووفقاً للأمم المتحدة، فقد قُتل أو جُرح أكثر من 16 ألف مدني، معظمهم في غارات جوية نفّذها السعوديون وحلفاؤهم، واستهدفت مدارس ومستشفيات وأسواقاً وحفلات زفاف وجنازات، وفي أغسطس/آب الماضي، استهدفت حافلة مدرسية تقل أطفالاً.
وأشارت إلى أنّ الأمم المتحدة، قالت، الأسبوع الماضي، إنّ نصف سكان اليمن، أي 14 مليون شخص من أصل 28 مليون نسمة، أصبحوا الآن على حافة المجاعة، بينما أُصيب أكثر من مليون شخص بالكوليرا، في أكبر تفشٍ لهذا المرض في التاريخ الحديث.
ولفتت إلى أنّ إدارة ترامب، وحتى هذا الأسبوع، اعتمدت خطاباً داعماً لبعثة السلام التابعة للأمم المتحدة، بينما واصلت، في الوقت عينه، دعم القوات الجوية السعودية، لناحية إعادة التزوّد بالوقود وتحديد الأهداف.
وذكّرت "واشنطن بوست"، بأنّ القنبلة التي استخدمتها السعودية في استهداف حافلة مدرسية تقل أطفالاً، في أغسطس/آب الماضي، كانت قد زودتها بها الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنّ الإدارة الأميركية، ومع تصاعد الدعوات في الكونغرس نحو وقف الدعم الأميركي للحرب في اليمن، غيّرت لهجتها نحو المطالبة بوقف التصعيد.
وأشارت في هذا الإطار إلى البيان الذي أصدره وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وقال فيه إنّه ينبغي على الحوثيين أولاً وقف هجمات الصواريخ، والطائرات بدون طيار ضد السعودية، وأنّه "في وقت لاحق يجب أن تتوقف الهجمات الجوية (السعودية) في جميع المناطق المأهولة بالسكان".
كما قال بومبيو ووزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إنّه يجب أن تبدأ محادثات السلام بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني، والتركيز على تدابير بناء الثقة، بما في ذلك نزع السلاح من الحدود، ووضع الأسلحة الثقيلة تحت المراقبة الدولية.
واعتبرت "واشنطن بوست"، أنّ هذه الصيغة "تميل لصالح السعوديين"، مشيرة في الوقت عينه إلى أنّ المسؤولين الدوليين يقولون إنّ هناك سبباً لذلك، لافتة في هذا الإطار إلى أنّ الحوثيين الذين رفضوا حضور محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي، ما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة، وقد يستغلّون أي وقف لإطلاق النار على اعتباره نصراً بدلاً من كونه مهلة.
وذكّرت بأنّ مسؤولي الأمم المتحدة، سعوا إلى حمل الحوثيين الذين يحظون بدعم إيران، على اتخاذ خطوات تظهر أنّهم جادون في صنع السلام كما يقولون.
وقالت "واشنطن بوست"، إنّ السعوديين يدّعون أنّهم منفتحون على محادثات السلام، معتبرة أنّ مناورة النظام السعودي في اليمن، "مشابهة بشكل مخيف" لمناورته في قضية خاشقجي.
واستشهدت في هذا الإطار، بتصريحات المسؤولين السعوديين، في أعقاب استهداف الحافلة المدرسية في اليمن، إذ وصف السعوديون الواقعة في البداية بأنّها "هجوم على هدف مشروع"، ثم قالوا إنّها "حادث"، وبعد ذلك، مع تصاعد الغضب الدولي، وصفوها بأنّها "عملية مارقة"، ووعدوا بإجراء تحقيق ومعاقبة المسؤولين عنها.
وختمت الصحيفة بالقول "إذا كانت إدارة ترامب جادة فعلاً في وضع حد لهذه الحرب الكارثية في اليمن، فعليها أن تجد طريقة لمواجهة كذب وكذلك وحشية نظام محمد بن سلمان".