الصورة النمطيّة لمخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي يتناولها الإعلام من الناحية الأمنيّة فقط، دفعت مجموعة من الشباب لتأسيس مبادرة إعلامية من أجل كسر هذه الصورة وتوجيه الاهتمام بالمواهب الشابة في المجالات كافة.
"وشْوَشة" هي منصة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت بمبادرة من مجموعة شباب، وذلك من خلال اشتراكهم في ورشة عمل حول المبادرات واستطاعوا الفوز بمبادرتهم وتم شراء معدات التصوير وانطلق العمل.
ربى رحمة (منسقة مبادرة وشوشة) فلسطينية مقيمة في مخيم اليرموك في سورية، نزحت إلى لبنان بعد الدمار الذي تعرض له المخيم. في حديث مع "العربي الجديد" تقول: "اخترنا اسم "وشوشة" لأنها تنقل الأصوات الخفيّة التي لا تُسمع وغالباً هي الفئة المهمّشة من الشباب، وأردنا أن نكون من يقوم بالإضاءة على المواهب والمبدعين من الشباب من خلال وشوشة التي هي الصوت الخفي الذي يجب أن يُسمع، وأن تكون منبراً لهؤلاء المبدعين".
تضيف أن هذه المنصّة "هدفها تسليط الضوء على قصص النجاح والمبادرات الشبابيّة، وذلك من خلال تقارير مصوّرة لا تتجاوز مدتها ثلاث دقائق، حيث يتحدث الضيف عن هوايته وموهبته وكيف استطاع تحقيق النجاح وما هي التحديات التي تواجه تحقيق حلمه في الحياة، ووصلت بعض المشاهدات إلى ما يزيد عن ثلاثين ألف مشاهدة للتقرير الواحد".
وتلفت إلى أن هذه المبادرة انطلقت من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان ويسكنه ما يقارب 90 ألف نسمة، وهو أكثر المخيمات تداولاً في الإعلام من الناحية الأمنيّة. وبعد ذلك، انتشرت المبادرة في باقي المخيمات في لبنان.
وتؤكد أنه لم يقتصر تصوير التقارير على المواهب داخل المخيمات، بل تخطى ذلك إلى أوروبا لتصوير المواهب الفلسطينية التي هاجرت من سورية إلى الدول الأوروبية، ومنهم من شكّل فرقاً انضمت إلى المبادرة.