توالت حوادث أبطالها أبناء أغنياء ومسؤولين كبار يطلق عليهم في المغرب اسم "ولاد الفشوش"، والذين يحظون بمعاملة مميّزة في الشارع، وغالباً ما ينجون من العقاب في حال ارتكابهم مخالفات، من بينهم ابن ملياردير راحل، يدعى حمزة الدرهم.
وتحوّلت قضية حمزة الدرهم، وهو شاب في نهاية العقد الثاني، إلى قضية رأي عام في البلاد، بعدما تورّط في حادث سير وسط العاصمة الرباط، مما أدى إلى تضرر عدد من سيارات المواطنين. إلا أن مسؤولين أمنيين عمدوا إلى تزوير محاضر الشرطة من أجل إبعاد التهمة عنه.
وظهر حمزة في شريط مصور، وهو يتلفظ بعبارات نابية، ويتهكم على رجال الأمن بعد الحادث. وبدلاً من أن تتخذ التدابير اللازمة في حقه، ركب سيارة خاصة أبعدته عن المكان، وراح ينفث سيجارته وهو يبتسم.
الفيديو الذي تداوله بعضهم أثار غضب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع بمديرية الأمن الوطني إلى المبادرة باتخاذ قرارات حازمة، منها اعتقال "ابن الفشوش"، وتوقيف ضابط أمن وشرطي عاينا الحادث.
وليست واقعة الدرهم هي الأولى التي يعرفها الشارع المغربي، ففي وقت سابق، صدم ابن مسؤول في القضاء طالباً بسيارته وسط الرباط، فأرداه قتيلاً على الفور.
كما لا ينسى المغاربة حادثة دهس "ابنة فشوش" أخرى شرطية بسيارتها، لأنها طلبت منها احترام القانون، وإعطاءها هويتها. فصرخت في وجهها: "ألا تعرفين ابنة من أكون؟". واعتقلت الفتاة قبل أن يفرج عنها من دون سبب واضح.
ويرى مغاربة أن إفلات أبناء الأثرياء أو أبناء المسؤولين من العقاب، يشعرهم بأن هؤلاء فوق القانون، الأمر الذي يعكس تمييزاً بين فئات المجتمع.
وتقول الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير لـ"العربي الجديد" إنّ "بروز أبناء الفشوش في المجتمع المغربي يعكس وجود فوارق طبقية شاسعة بين الفقراء والأغنياء، ممّا يجعل هؤلاء ينتمون إلى مجتمع غير المجتمع المغربي".
وتوضح أنّ أبناء الأثرياء يعكسون في تصرفاتهم بعضاً من أفكارهم، وهي أن البشر الآخرين أقل منهم، موضحة أن دولة الحق والقانون تفرض التعامل مع جميع المواطنين بالتساوي.