افتتحت فاتن مغازي، والدة الطالب المصري محمد رضا، الذي قُتل داخل جامعة القاهرة في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، مركزًا للعمل والدراسة بالقرب من الجامعة أطلقت عليه اسم "يوتوبيا"، ووجهت دعوة عامة لحضور حفل بمناسبة افتتاح المركز اليوم الجمعة، الذي يوافق يوم ميلاده.
قبل توجهها إلى حفل الافتتاح زارت مغازي قبر ابنها ونشرت صورة التقطتها لنفسها هناك، وعلّقت عليها عبر "فيسبوك": "كل سنة وأنت في أحسن مكان مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. زرتك زي كل جمعة، بس النهارده مش أي جمعة، وجبت جاتوه الميلفاي اللي بتحبه وكلته بدالك، وقولت أعيّد عليك وأتصور معاك. كل سنة وإنت في الجنة يا ابن عمري اللي عمري ما هعوضه ولا أنساه. عن إذنك بقى عشان أقرأ لك القرآن".
في الثامن والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 كان الطالب محمد رضا يحضر يوماً دراسياً طبيعياً في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حوّله اعتداء قوات الشرطة بقنابل الغاز والخرطوش على مظاهرة لحركة طلاب ضد الانقلاب أمام أبواب الكلية إلى آخر أيام حياته.
أدخل أفراد شرطة بنادقهم داخل السياج الحديدي للكلية؛ وأصابت إحداها رضا بثلاث طلقات في الظهر والصدر والحوض. جرى الطلاب إثر صوت الطلقات، وجرى معهم رضا، إلا أنه سقط بعد خطوات متأثراً بإصابته، ولم تفلح محاولات إنقاذه؛ ليحل ثانياً في قائمة الطلاب الذين قتلتهم الشرطة داخل حرم جامعاتهم بعد طالب جامعة الأزهر، عبد الغني محمود، الذي قتلته الشرطة أيضاً قبل رضا بأيام قليلة، في قائمة ضمت مقتل 21 طالباً منذ الانقلاب العسكري.
أغلقت قضية مقتل الطالب، محمد رضا، بعدما قررت نيابة جنوب الجيزة حفظ التحقيقات؛ بحجة عدم التوصل إلى هوية الجناة، في حكمٍ وُصف بـ"المُسيّس" من قِبل الحقوقيين ومحامي الضحية، من أجل تبرئة وزارة الداخلية، على الرغم من اتهام رئيس جامعة القاهرة وقتها، جابر نصار، للشرطة بقتل رضا، وتشكيل لجنة ضمّت أعضاء بهيئة التدريس ومستشارين قانونيين في الجامعة لجمع الأدلة وتلقي الشهادات حول الأمر وإرسال تقرير اللجنة باسم الجامعة للنيابة.
وقدمت فاتن المغازي، والدة محمد رضا، ومحاموها، أدلة تُثبت تورط الشرطة في مقتله؛ إلا أن النيابة قررت حفظ التحقيقات في القضية وإغلاقها.