توشّح طلاب المدارس في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الإثنين، بالكوفية الفلسطينية في يومها الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، للاحتفاء بها من أجل الحفاظ على رمزيتها في ظل الهجمة الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، وكذلك محاولة طمس هويتها العربية.
وللكوفية عند الفلسطينيين مكانة هامة، أرادت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية من خلال اليوم الذي أعلنته للكوفية، أن تزرع في نفوس طلاب المدارس حُباً قديما لتلك الكوفية التي ارتبطت بكثير من الهبات الجماهيرية طوال الصراع مع المحتل، سواء الإنكليز في ثورة 1936، أو الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948.
واعتبر الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، عبد الحكيم أبو جاموس، لـ"العربي الجديد" أن يوم الكوفية جاء تأكيدا على رمزية الكوفية الفلسطينية التي لاقت احترام الكثير من أحرار العالم، ولما تحمله من قيم للشرف ورفض للظلم والاحتلال".
كما أشار إلى أنّ الإعلان عن يوم للكوفية الفلسطينية "هو رد على محاولات التشويه التي تقوم بها سلطات الاحتلال لهوية تلك الكوفية ورمزيتها، وكذلك الادعاء أنها من ضمن التراث اليهودي، حيث تم استخدامها أكثر من مرة في عروض أزياء إسرائيلية".
ويهدف يوم الكوفية في المدارس الفلسطينية إلى إيصال رسالة إلى الطلاب لإدراك مكانتها بحسب أبو جاموس، حيث صنع من خلالها نصر عسكري وسياسي ودبلوماسي للقضية الفلسطينية، ونقلتها إلى العالم الذي يعرف الفلسطينيين من خلال كوفيتهم.
وارتدى طلاب المدارس والأساتذة الكوفية، وعلقوها على الأكتاف والجدران، في الوقت الذي خصصوا فيه الإذاعة المدرسية للحديث عن تاريخها النضالي منذ أن ارتداها الفلسطينيون لحماية الثوار عام 1936، إضافة إلى تلك الحقب الثورية التي خاضها المقاومون ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود وحتى اليوم، حيث يرتديها الشبان المشاركون في الهبة الجماهيرية الحالية التي اندلعت مطلع الشهر الماضي.
وعرض الطلاب مطرزات للكوفية من صناعتهم، في وقت لفت أبو جاموس إلى أن تزامن يوم الكوفية مع احتفال الفلسطينيين بيوم استقلالهم رسالة للعالم بأحقية الطلاب الفلسطينيين بالحياة وأحقيتهم بالتعليم الآمن في دولتهم.
كذلك واصل الطلاب والمعلمون، ووزارة التربية والتعليم العالي، مطالبتهم المجتمع الدولي بتأمين حماية طلاب المدارس الذين يتعرضون لهجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقطعان المستوطنين أثناء توجههم إلى مدارسهم، أو العودة منها حيث قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد نحو ثمانية عشر طفلا.
ويطلق الفلسطينيون على كوفيتهم مصطلح "الحطة" ويرتدونها كرمز لهويتهم الوطنية المرتبطة بالكفاح ضد من احتلوا أرضهم، وعرف عنها أنها إحدى الوسائل التي استعملها الثوار كي لا يعرفهم الاحتلال الإنكليزي.
والكوفية بمثابة القناع الذي يحمي الشاب الفلسطيني الثائر، في وجه الجنود المدججين بالسلاح كي لا يعرفه، ويتم اعتقاله.
اقرأ أيضاً:الكوفية الفلسطينية... رمز للهوية الوطنية