وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات انتقادات لاذعة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي لم يصدر أي موقف ضد إشهار الإمارات التطبيع مع إسرائيل، داعياً إياه إلى الاستقالة إن كان لا يستطيع الخروج ببيان يرفض الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بسبب خضوع جامعة الدول العربية لعدد من الدول التي تمولها.
وقال عريقات، في لقاء صحافي عبر تقنية الفيديو كونفرنس مع عدد من الصحافيين الفلسطينيين، اليوم الأحد: "إن أبو الغيط قرر الصمت ولا أستطيع التواصل معه منذ ثلاثة أيام".
وأضاف عريقات: "بالنسبة للجامعة العربية ماذا نفعل أكثر مما فعلنا؟ لقد تحدثت شخصياً مع الأخ حسام زكي، رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولم أستطع أن أتحدث مع الأمين العام، وأرسلت رسالة خطية، وطالبنا رسمياً باجتماع لوزراء خارجية جامعة الدول العربية، وطالبنا باجتماع لـمنظمة التعاون الإسلامي، وحتى الآن لم يخرجوا بأي موقف أو بيان، والظاهر أن الضعوطات التي تمارس عليهم كبيرة".
وقال مخاطباً الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: "احتراماً للذات نحن دولة عربية تم التعدي علينا أو هكذا نرى الأمور ، يا أخي اجمع وزراء الخارجية العرب وفسروا لنا أن هذا الاتفاق ليس اعتداء علينا ولمصلحتنا".
وتابع موجهاً كلامه لأبو الغيط: "هذا الاتفاق تم من دون التشاور معنا، وعلمنا عنه من وسائل الإعلام، لذلك يا سيد أبو الغيط على الأقل اجمع وزراء الخارجية العرب وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، اجمعوا الوزراء لنرى أين اعتباراتكم؟ وما هي مصلحتكم؟ والتقديرات التي لديكم لاتخاذ هذا لموقف؟ وأثرها على القضية الفلسطينية، هل سيوقف نتنياهو الاستيطان؟ هل سيتراجع عن الضم بالكامل بدل تعليقه؟ هل سيعترف نتنياهو بحدود دولة فلسطينية على حدود الـ67؟ هل سيتراجع عن ضم القدس؟ أما هذا الصمت لماذا؟ ماذا تريد أن تسجل بصمتك؟".
وأكمل قائلا: "ماذا يريد أمين عام جامعة الدول العربية بعد كل هذا التاريخ أن يسجل على نفسه بصمته على اتفاق الإمارات وإسرائيل؟ إنه صمت بسبب راتب أو وظيفة؟ أنا أعرف أبو الغيط وهو رجل عسكري مصري ابن عسكري، وهو لا ينصاع لراتب أو وظيفة، لذلك إما أن يكون له موقف بحكم منصبه أمينا عاما لجامعة الدول العربية ويقوم بحماية ميثاق وقرارات جامعة الدول العربية، وفي حال أنه لا يستطيع ذلك بسبب ضعوطات دول أو هذا الرئيس أو ذلك، ولا يستطيع أن يقوم بعمله لذا عليه أن يستقيل نصرة للقضية الفلسطينية وشهداء والجرحى والأسرى".
كما خاطب عريقات أبو الغيط قائلا: "أما إذا كان الأمر مرتبط بوظيفة وترقية، فإن التاريخ سيسجل ذلك، رغم أنني أدرك أن أناسا مثل هؤلاء لا يسألون ولا يهتمون بالتاريخ أو الجغرافية ولا عن سياسة، وتقدير المصالح بالنسبة لهم بسيطة ومبسطة وهذا أمر غير مقبول".
اشتكى عريقات بمرارة من عدم استجابة أبو الغيط لمطالب القيادة الفلسطينية للمرة الثالثة على التوالي التي طالبته فيها بالدعوة لعقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية
واشتكى عريقات بمرارة من عدم استجابة أبو الغيط لمطالب القيادة الفلسطينية للمرة الثالثة على التوالي، التي طالبته فيها بالدعوة لعقد اجتماع لمجلس الجامعة العربية".
وتابع قائلاً: "هذه ثالث مرة أتحدث مع أبو الغيط وأضع النقاط على الحروف، يا معالي الأمين العام بكل احترام، نحن دولة عضو في جامعة الدول العربية ونطلب منك دعوة مجلس الجامعة للانعقاد، لماذا لا تدعو وزراء الخارجية العرب للاجتماع وبدورهم فليرفضوا الحضور، قم بواجبك فقط، ولترفض الدول العربية".
وأضاف: "توجهنا لأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وقلنا له إن موقف الإمارات يعتبر خروجا عن ميثاق وقرارات الجامعة، ومهمتك حماية الميثاق والقرارات، وقلنا له إن لم تكن قادراً على إصدار بيان، لأنك ممنوع من ذلك من الدول التي تموّل جامعة الدول العربية، قل إنك لا تستطيع أن تنفذ مهامك واستقل .. وحتى الآن لم نسمع منه ولا من جامعة الدول العربية أي كلمة، لذلك قد تكون الإمارات محقة في أن النظام السياسي العربي قد انهار، وإذا كان قد انهار فلتعلن الحكومات العربية ذلك لشعوبها".
ومضى قائلاً "نحن لا نطلب من أي عربي أن يحارب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره كوشنر وسفيره فريدمان، لكن نحن نرفض من أي عربي أن يقول إن مكانته ومصلحته تتطلب أن ينفذ ما يريده ترامب وكوشنير، وإن قراراته تأتي إرضاء لهم".
وتسائل عريقات "أين المصلحة الإماراتية بهذا الإتفاق؟ بإمكان أي مسؤول إماراتي أن يقول إن مصلحتنا ترى أن النظام العربي قد انهار والجامعة العربية قد انهارت، ولم يعد هناك نظام سياسي عربي نعتمد عليه، لذلك لجأنا للاعتراف بإسرائيل حتى نقيم توازنات في المنطقة تخدم مصالحنا ضد هذا البلد أو ذاك، هذا شأنهم، لكن أن يقوموا بهذه الخطوة ويقولوا إنها لمصلحة الشعب الفلسطيني، فهذا كلام لا يقبله أي فلسطيني، لا سيما أن الإمارات قطعت علاقاتها مع فلسطين منذ عام 2014، ونعتقد أنه من ذلك التاريخ وهي تمهد لهذه الخطوة، لتخرجنا وكأننا نحن المسؤولون عن الفشل وضياع القضية الفلسطينية، وتبرئة نتنياهو من جرائم الحرب التي يرتكبها يوميا في الأراضي الفلسطينية".
وفي سؤال لـ"العربي الجديد" حول عدم علم المخابرات الفلسطينية مسبقاً بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، أجاب عريقات: "علمنا عن الاتفاق من وسائل الإعلام، بالطبع نحن على علم بلقاءات المسؤولين الإسرائيليين مع الإمارتيين والفعاليات الرياضية وغيرها التي تستضيف فيها الإمارات إسرائيليين".
وتابع "كنا نقول للإمارات ألا يكون هناك اعتراف بإسرائيل إلا من خلال مبادرة السلام العربية، وكل البيانات والبيان الأخير لجامعة الدول العربية نصت على ذلك، ولم نُفاجأ بالاتصالات الإماراتية والإسرائيلية، لكن المفاجأة بالجرأة في الإعلان عن هذا القرار، وعلى ماذا اعتمدوا حتى تكون هذه الاتفاقية على حساب الشعب الفلسطيني؟ وبغض النظر عما سوف تقوله أبواقهم التي لا تفعل سوى كيل الشتائم ليلاً ونهاراً".