حتى 24 مايو/ أيار الجاري، يواصل مهرجان "آفاق مسرحية" تقديم عروض مرحلته الأولى (انطلقت في 3 مايو/ أيار) في محافظة الجيزة، ومحافظات مصرية أخرى، قبل أن ينتقل إلى المرحلة الثانية منه، التي تبدأ في ثاني أيام شهر رمضان.
دورةٌ تضمّ 82 عرضاً، تتوزّع على 200 ليلة، تشارك فيها فرق تتنوّع بين هواة ومستقلّين، من 17 محافظة. وكان الافتتاح، الذي احتضنه "قصر ثقافة السويس"، مع فرقة "مودرن تيايترو" بمسرحية "طقوس الإشارات والتحوّلات"، من تأليف سعد الله ونوس، وإخراج طارق عزّت.
ينقسم المهرجان، في دروته الثالثة، إلى ثلاث مراحل، الأولى تُقام فعالياتها الآن على "مسرح المجلس الأعلى للشباب والرياضة" في الجيزة، ثمّ تنتقل إلى الإسكندرية في 15 مايو/ أيار، وتستمر هناك حتى 19 منه، وتقام في "مسرح ليسيه الحرية".
وتبدأ المرحلة الثانية الخاصة بالعاصمة القاهرة في ثاني أيام شهر رمضان، وتستمر حتى 15 منه على مسرحي "متروبول" و"العرائس". أما المرحلة الثالثة والأخيرة، النهائيات، فمن 22 حتى 30 يوليو/ تمّوز، على أن يستضيف مسرح "الهناجر" العروض الفائزة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
اللافت في هذه الدورة، أنّ المهرجان يتبنى شعاراً يتضمّن محمولات سياسية، ويتبناه النظام المصري في سياق ما يسمّيه "الحرب على الإرهاب"، وهو "تحيا مصر". وحول هذا الشعار، الذي كان محطّ تندُّر بعض المتابعين، أوضح مدير المهرجان هشام السنباطي، بكلام مُقتضب ومعوّم، لـ"العربي الجديد": "إنّ "تحيا مصر" شعار عام ولا يحمل مدلولات سياسية، وإنّما القصد منه هو ضم صوت الشباب في تظاهرة إبداعية واحدة".
تأتي هذه الدورة في ظل ما يعانيه المسرح المصري، المستقل خصوصاً، من إهمال رسمي، وانفصال الجمهور العادي عنه، وضعف الإنتاج، وإهمال فرق ومسارح الأقاليم.
في هذا السياق، ينتقد المخرج علاء الكاشف، الذي قدّم عرض "ليالي الحصاد" في محافظة المنوفية، غياب المشاريع التي يفترض أن تتبنّاها الدولة للنهوض بمسرح الأقاليم والاعتناء بالطّاقات الشابّة.
وبرأيه، إنّ تبنّي وزارة الثقافة لـ"مهرجان آفاق"، لم يكن سوى استجابة لمبادرة فردية قام بها مدير المهرجان، مشيراً إلى أنّ عمله عُرض في الأقاليم وليس في العاصمة فقط، كما يحدث عادةً في المهرجانات التي تتبنّاها المؤسسة الرسمية.