شيع نحو خمسة آلاف فلسطيني، ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيدة مهدية محمد إبراهيم حماد (38 عاماً) إلى مثواها الأخير في مقبرة شهداء بلدة سلواد شرقي رام الله وسط الضفة الغربية، وتخللت ذلك جنازة عسكرية بمشاركة قوى الأمن الفلسطيني.
واستشهدت السيدة حماد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر أمس الجمعة، أثناء محاولتها العودة إلى منزلها، حينما سلكت طريقها من مدخل سلواد الغربي، فباغتها جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص نحوها، حيث أطلقت نحو 40 رصاصة باتجاه مركبتها، اخترقت 9 رصاصات منها جسدها وفارقت الحياة، وفق ما روت الصحافية شذا حماد لـ"العربي الجديد"، والتي كانت متواجدة في المكان.
وانطلق موكب التشييع قبيل ظهر اليوم من أمام مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، حيث أجريت لها جنازة عسكرية بمشاركة الأمن الفلسطيني، ومن ثم نقل جثمانها إلى بلدة سلواد، حيث ألقت عائلتها وأبناؤها الأربعة نظرة الوداع عليها، وهي أم لأربعة من الأبناء أكبرهم (19 عاماً) وأصغرهم رضيع يبلغ من العمر (ثمانية أشهر).
وأقيمت صلاة الجنازة في ملعب مدرسة ذكور سلواد الأساسية، ومن ثم جابت مسيرة شارك فيها الآلاف من أهالي سلواد ومحافظة رام الله والبيرة، وحمل المشيعون الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وهم يرددون هتافات تمجد الشهيدة وتدعو للانتقام لها.
إلى ذلك، أصيب ستة شبان فلسطينيين، عصر اليوم السبت، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والرصاص الإسفنجي، عقب عملية التشييع إضافة للإصابة العشرات بحالات اختناق، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية معظمها مما يسمى بحرس الحدود، والذين لاحقوا الشبان وأطلقوا صوبهم القنابل الغازية والصوتية، والرصاص المعدني والإسفنجي.
وحول المبررات التي تدعيها قوات الاحتلال بوجود محاولات لعمليات دهس ضد جنودها، أكدت الصحافية حماد أنه "وفي تمام الساعة 3:30 من عصر أمس الجمعة، عززت قوات الاحتلال من تواجدها العسكري برفقة جرافة عسكرية، وبدأت بإغلاق مدخل سلواد الغربي بعد ساعات على افتتاحه، ومع مرور السيدة مهدية من المكان، والتي تأكدت من عدم وجود مواجهات، أطلق جنود الاحتلال الرصاص باتجاهها"، نافية وجود مواجهات في المكان، وأن الشهيدة، بحسب عائلتها، تحركت بمركبتها حينما تأكدت أنه لا يوجد أية مواجهات على المدخل الغربي لسلواد.
ووفق رئيس بلدية سلواد، عبد الرحمن صالح، في حديثه لـ"العربي الجديد"، فإن قوات الاحتلال تساوم أهالي سلواد على تسليم جثماني الشهيدين أنس حماد ومحمد عياد واللذين استشهدا خلال الشهر الجاري بعد تنفيذهما عمليات دهس لجنود إسرائيليين، مقابل عدم حدوث مواجهات ضد قوات الاحتلال، ووجود هدوء في سلواد.
واستهجن صالح شرط قوات الاحتلال، وقال إن "من يجب عليه إيجاد الهدوء هي قوات الاحتلال، والتي تمارس كل هذه الإجراءات التي كان آخرها إعدام السيدة مهدية حماد يوم أمس، والتي كانت في طريقها لدى أقاربها، ولم تفعل أي شيء، فقد أصبح أهالي سلواد غير آمنين على أنفسهم والتنقل بحرية".