في الدنمارك، تنتشر المزارع والبساتين والغابات في القرى والمدن. ومن البساتين، ما هو مفتوح أمام العامة وما هو أملاك خاصة. أما الأشجار المثمرة وغير المثمرة، فقد نجدها في أفنية البيوت أيضاً وليس فقط في البساتين.
وترافق الثقافة والتوعية البيئيّتان الأطفال منذ الصغر. فيصطحب التربويّون في رياض الأطفال هؤلاء في رحلات إلى الطبيعة، لترسيخ معرفتهم وتوطيد علاقتهم بها، لتصبح جزءاً منهم. يزورون الغابات والبساتين ومزارع المواشي والطيور الداجنة.
ويتعرّف هؤلاء إلى مصادر الغذاء ويكتسبون خبرة وثقافة بيئيتَين، بالإضافة إلى اطلاعهم على تاريخ الدنمارك الزراعي وإلى مصادر الصناعات قبل أن تتحوّل سلعاً جاهزة على رفوف المتاجر.
وانطلاقاً من ذلك، تزايد في السنوات الأخيرة الاهتمام البيئي لدى الدنماركيّين. فأصبحنا نلاحظ "حدائق منزليّة" تغزو أسطح البيوت في المدن الكبرى، باعتبار أن الحفاظ على المناطق الخضراء واجب، تُسخّر له البلديات والدولة موازنات وحملات دعم. ويتمّ إيلاء موسم الحصاد في هذا الإطار أيضاً، أهميّة خاصة. فيحتفل الدنماركيّون في الأرياف به، في الفترة الممتدّة بين أواخر سبتمبر/أيلول وأوائل أكتوبر/تشرين الأول. وبهدف توريط الصغار أكثر، تنظّم للتلاميذ رحلات إلى المزارع والبساتين التي تفتح أبوابها أمامهم. فيشارك البعض في قلع البطاطا الذي يُعتبر مادة غذائيّة أساسيّة، وكذلك الجزر بالإضافة إلى قطف الخضراوات المختلفة.
وهذه المشاركة، يعتبرها النظام التعليمي والتربوي في الدنمارك منذ ستينيات القرن الماضي، مدخلاً رئيسياً لتعريف الأجيال الناشئة على مصدر بما يتناولونه يومياً.
ولعلّ أكثر المواسم جذباً لهؤلاء المواطنين المهتمين بنظامهم البيئي، هو موسم قطاف التفاح الذي يحلّ في بداية الخريف. فالأشجار تكون ملآنة بالثمار، سواء في المزارع أو في حدائق المنازل. في هذا الموسم أيضاً ينضج التوت البري والسفرجل والثوم البري، وبالإمكان جمع الفطر شريطة تمييز الصالح للأكل من ذلك السام.
فلاحة جماعيّة
وبعدما كانت الملكيات الخاصة هي السائدة في السابق ويستدعي قطف تفاحة وتناولها توبيخاً من صاحب الأرض إذ يعتبر الأمر تعدياً على ملكيّته، باتت تتشكّل اليوم مع تطوّر الوعي الفلاحي والبيئي زراعات تُعرَف بـ"الفلاحة الجماعيّة"، بخاصة تلك العضويّة. فيتشارك عدد من المواطنين باستئجار قطعة أرض ويتناوبون على زرعها وقطاف محصولها وتسويقه. وقد أنشأ هؤلاء مواقع إلكترونيّة يعرّفون من خلالها على ما يزرعونه وطرق تسويقه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن كثيرين مستعدون اليوم لدفع ثمن أعلى لقاء منتوجات زراعيّة لا تُستخدَم فيها مبيدات أو أسمدة كيماويّة. على الطرقات الريفيّة، بيوت ومزارع تختلف أحجامها. بالقرب منها بسطات عُرضَت عليها خضراوات وفاكهة وعسل. فيتناول الشاري ما يريد، ويضع ثمنه في صندوق مخصّص لذلك. فما من باعة بالقرب من تلك البسطات، إذ لا أحد يتوقّع أن يقود شخص ما سيارته مسافة طويلة لـ"يسرق" مرطبان عسل.
وفي كثير من الأحيان تصدر السلطات المحليّة نشرات توعويّة تهدف إلى دعم هذه المشاريع والمنتوجات العضويّة، خصوصاً أن الأبحاث تشدّد على أن استخدام المواد الكيماويّة في الأراضي الزراعيّة يؤدّي إلى تلوّث المياه الجوفيّة.
تشارك الفائض
لكن ثمّة فائضاً كبيراً في الإنتاج الزراعي الدنماركي. وعوضاً عن رميه، يلجأ الدنماركيّون إلى تبادل ما يفيض. فقد يحتاج جارك مثلاً إلى التفاح لصنع المربى! وهم يحرصون على ألا تُرمى ثمارهم، خصوصاً وأن خمسة ملايين كيلوغرام من التفاح تتعفّن في الأرض سنوياً.
والغابات والمساحات المزروعة مصنّفة في الدنمارك. فتلك المزوّدة بشعار التاج الملكي الأحمر ووزارة البيئة، هي ملكيّة عامة. وبالتالي يستطيع المواطنون الدخول إليها وقطف ما يريدون، وذلك من دون أي مساءلة. أما في تلك الخاصة، فبالإمكان قطف ما يتوفّر على بعد متر واحد من الطرقات والمسارات، أي من دون الدخول إلى عمق تلك المساحات.
والمتوفّر أمام العامة، مخصّص حصراً للاستهلاك الشخصي. ويُمنَع في الحالتَين أن يجمع صاحب مطعم أو متجر أي من الخضراوات أو ثمار الطبيعة.
أما إذا رغب أحدهم بجمع الخشب والأغصان اليابسة لموقده، فعليه أن يتقدّم بطلب إلى السلطات، خوفاً من التعدّي على الأشجار المعمّرة في الغابات.
وترافق الثقافة والتوعية البيئيّتان الأطفال منذ الصغر. فيصطحب التربويّون في رياض الأطفال هؤلاء في رحلات إلى الطبيعة، لترسيخ معرفتهم وتوطيد علاقتهم بها، لتصبح جزءاً منهم. يزورون الغابات والبساتين ومزارع المواشي والطيور الداجنة.
ويتعرّف هؤلاء إلى مصادر الغذاء ويكتسبون خبرة وثقافة بيئيتَين، بالإضافة إلى اطلاعهم على تاريخ الدنمارك الزراعي وإلى مصادر الصناعات قبل أن تتحوّل سلعاً جاهزة على رفوف المتاجر.
وانطلاقاً من ذلك، تزايد في السنوات الأخيرة الاهتمام البيئي لدى الدنماركيّين. فأصبحنا نلاحظ "حدائق منزليّة" تغزو أسطح البيوت في المدن الكبرى، باعتبار أن الحفاظ على المناطق الخضراء واجب، تُسخّر له البلديات والدولة موازنات وحملات دعم. ويتمّ إيلاء موسم الحصاد في هذا الإطار أيضاً، أهميّة خاصة. فيحتفل الدنماركيّون في الأرياف به، في الفترة الممتدّة بين أواخر سبتمبر/أيلول وأوائل أكتوبر/تشرين الأول. وبهدف توريط الصغار أكثر، تنظّم للتلاميذ رحلات إلى المزارع والبساتين التي تفتح أبوابها أمامهم. فيشارك البعض في قلع البطاطا الذي يُعتبر مادة غذائيّة أساسيّة، وكذلك الجزر بالإضافة إلى قطف الخضراوات المختلفة.
وهذه المشاركة، يعتبرها النظام التعليمي والتربوي في الدنمارك منذ ستينيات القرن الماضي، مدخلاً رئيسياً لتعريف الأجيال الناشئة على مصدر بما يتناولونه يومياً.
ولعلّ أكثر المواسم جذباً لهؤلاء المواطنين المهتمين بنظامهم البيئي، هو موسم قطاف التفاح الذي يحلّ في بداية الخريف. فالأشجار تكون ملآنة بالثمار، سواء في المزارع أو في حدائق المنازل. في هذا الموسم أيضاً ينضج التوت البري والسفرجل والثوم البري، وبالإمكان جمع الفطر شريطة تمييز الصالح للأكل من ذلك السام.
فلاحة جماعيّة
وبعدما كانت الملكيات الخاصة هي السائدة في السابق ويستدعي قطف تفاحة وتناولها توبيخاً من صاحب الأرض إذ يعتبر الأمر تعدياً على ملكيّته، باتت تتشكّل اليوم مع تطوّر الوعي الفلاحي والبيئي زراعات تُعرَف بـ"الفلاحة الجماعيّة"، بخاصة تلك العضويّة. فيتشارك عدد من المواطنين باستئجار قطعة أرض ويتناوبون على زرعها وقطاف محصولها وتسويقه. وقد أنشأ هؤلاء مواقع إلكترونيّة يعرّفون من خلالها على ما يزرعونه وطرق تسويقه.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن كثيرين مستعدون اليوم لدفع ثمن أعلى لقاء منتوجات زراعيّة لا تُستخدَم فيها مبيدات أو أسمدة كيماويّة. على الطرقات الريفيّة، بيوت ومزارع تختلف أحجامها. بالقرب منها بسطات عُرضَت عليها خضراوات وفاكهة وعسل. فيتناول الشاري ما يريد، ويضع ثمنه في صندوق مخصّص لذلك. فما من باعة بالقرب من تلك البسطات، إذ لا أحد يتوقّع أن يقود شخص ما سيارته مسافة طويلة لـ"يسرق" مرطبان عسل.
وفي كثير من الأحيان تصدر السلطات المحليّة نشرات توعويّة تهدف إلى دعم هذه المشاريع والمنتوجات العضويّة، خصوصاً أن الأبحاث تشدّد على أن استخدام المواد الكيماويّة في الأراضي الزراعيّة يؤدّي إلى تلوّث المياه الجوفيّة.
تشارك الفائض
لكن ثمّة فائضاً كبيراً في الإنتاج الزراعي الدنماركي. وعوضاً عن رميه، يلجأ الدنماركيّون إلى تبادل ما يفيض. فقد يحتاج جارك مثلاً إلى التفاح لصنع المربى! وهم يحرصون على ألا تُرمى ثمارهم، خصوصاً وأن خمسة ملايين كيلوغرام من التفاح تتعفّن في الأرض سنوياً.
والغابات والمساحات المزروعة مصنّفة في الدنمارك. فتلك المزوّدة بشعار التاج الملكي الأحمر ووزارة البيئة، هي ملكيّة عامة. وبالتالي يستطيع المواطنون الدخول إليها وقطف ما يريدون، وذلك من دون أي مساءلة. أما في تلك الخاصة، فبالإمكان قطف ما يتوفّر على بعد متر واحد من الطرقات والمسارات، أي من دون الدخول إلى عمق تلك المساحات.
والمتوفّر أمام العامة، مخصّص حصراً للاستهلاك الشخصي. ويُمنَع في الحالتَين أن يجمع صاحب مطعم أو متجر أي من الخضراوات أو ثمار الطبيعة.
أما إذا رغب أحدهم بجمع الخشب والأغصان اليابسة لموقده، فعليه أن يتقدّم بطلب إلى السلطات، خوفاً من التعدّي على الأشجار المعمّرة في الغابات.