وفي رصدٍ لأمنيات الغزيين للعام الجديد، أجراه "العربي الجديد"، قال المواطن رامي الجعيدي لـ"العربي الجديد": "نتمنى أن يكون عام خير، هذا يتطلب شروطاً أولها المصالحة الفلسطينية وأخذ خطوات جدية لذلك وصولاً إلى رفع العقوبات المفروضة على غزة حتى تصبح لاغية".
بدوره البائع سعيد الحلو، يأمل في أن يتحسن الوضع الاقتصادي، بعدما عاشت غزة تدهوراً كارثياً على هذا المستوى خلال العام الجاري، وقال: "أتمنى أن تكون 2019 أحسن من 2018 التي كانت سيئة جداً، وأن تكون هناك رواتب كاملة للموظفين وبالتالي تحريك الأسواق وحركة البيع والشراء".
أما بالنسبة لأبو أحمد، فإن أمنياته هي أمنية الشارع الغزّي ولسان حال الجميع، وفق قوله، ويأمل أن يحمل العام المقبل "رفع الحصار والظلم عن غزة، وتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية وتحسن الأوضاع الاقتصادية، والتخلص من حالة التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي".
إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، هي الأمنية التي حملها الشاب نادر حمودة لعام 2019، لافتا إلى أن عام 2018 لم يحقق شيئاً من أمنيات الفلسطينيين في ظل الاحتلال البغيض، مضيفاً: "نأمل في أن نحصل على دولتنا كاملة السيادة ويصبح لدينا مطار وميناء. نحن أكثر شعوب العالم استحقاقاً للحياة، نتمنى أن تتحقق أمنياتنا العام المقبل".
وعصفت أزمة الرواتب بأحوال الموظفين في غزة منذ أكثر من عام ونصف العام، وهي التي أدت إلى تدهور القدرة الشرائية وانهيار اقتصادي تدريجي ضرب القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ 12 عاماً، مع تقليص رواتب موظفي حكومة غزة السابقة التابعة لحركة "حماس" وزاد مع الخصومات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على رواتب موظفيها بغزة منذ إبريل/نيسان 2017.
وكشف تقرير للبنك الدولي، في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، عن شحٍ كبير في السيولة النقدية لدى الفلسطينيين في غزة وحدوث انهيار اقتصادي متصاعد، يمهد لخطر فادح في تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، وذكر أن فرداً واحداً من أصل اثنين يعاني من الفقر، وأن المساعدات المتوفرة حالياً للقطاع عاجزة عن توفير النمو.
ووفق اللجنة الشعبية لكسر الحصار، فإن 85 في المائة من سكان غزة باتوا يعيشون تحت خط الفقر، وما يزيد عن 250 ألف عامل متعطل عن العمل، خلال العام الجاري.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قد ذكر أن نسبة البطالة في غزة ارتفعت من 39.8 إلى 61.2 في المائة، خلال الفترة ما بين عامي 2007 و2017، وأشار الجهاز إلى أن أكثر من ثلث الشباب في غزة يرغبون في الهجرة إلى الخارج، إذ تدفع الأوضاع السائدة الشبابَ إلى الهجرة، وسجلت 37 في المائة في غزة مقارنة بـ 15 في المائة بالضفة الغربية.