وقال مصدر محلي في القضاء لـ"العربي الجديد" إنّ "القوات الأمنيّة والحشد الشعبي تحاصر منذ الثلاثاء الماضي مناطق الزيدان وخان ضاري وقطعت عنها منافذ الدخول والخروج"، مبينا أنّ "هذا الحصار جاء على خلفية تفجير تعرض له رتل تابع للحشد الشعبي على الخط السريع الواصل بين بغداد والفلوجة".
وأوضح أنّه "على إثر ذلك التفجير أطبقت القوات الحكوميّة والحشد حصارها على تلك المناطق، وقطعت عنها خطوط الهواتف والإنترنت، وبدأت بشن حملات اعتقال عشوائية في كل يوم، وهي مستمرة حتى يومنا هذا".
اقرأ أيضاً: حارث الضاري "شيخ المقاومة": نفاه الاحتلال الأميركي ومات غريبا
وأكّد أنّ "الحملة طالت حتى الآن نحو 350 شابا من أهالي تلك المناطق، العديد منهم طلاب جامعيون وطلاب في المرحلة الثانوية، الأمر الذي حرمهم من تأدية الامتحانات النهائيّة".
وأشار إلى أنّ "معاناة الأهالي تفاقمت مع قدوم شهر رمضان، حيث بدأت المواد الغذائية والخضر تنفد ولا يستطيعون الخروج من مناطقهم للتبضع".
من جهته، انتقد الشيخ مخلف الزوبعي، وهو أحد شيوخ عشيرة زوبع في قضاء أبو غريب، "سياسات الاعتقال والحصار التي تتبعها الحكومة في مناطق أبوغريب بشكل شبه مستمر".
وأوضح الشيخ خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن "العجز الحكومي بوضع خطط أمنية تحمي قواتها وأرتالها من ضربات داعش، يجعلها تلجأ عقب كل انتهاك أمني إلى حملات الاعتقال العشوائية في القضاء".
وأضاف أنّ "المئات من أبنائنا هم الآن رهن الاحتجاز والتعذيب في المعتقلات بلا ذنب اقترفوه سوى أنّهم من أهالي أبوغريب"، مناشدا الجهات المسؤولة ومنظمات حقوق الإنسان بـ"التدخل لوضع حد للانتهاكات التي ترتكبها القوات الحكومية والحشد الشعبي في مناطق أبوغريب، وعدم مراعاتها لحقوق الإنسان".
بدوره، أعلن النائب عن تحالف القوى العراقية طلال الزوبعي أنّه "أجرى اتصالا بوزير الدفاع على خلفية تلك الاعتقالات، وقد تم التحرك في محاولة لإنهاء هذه الحملة".
وقال الزوبعي في بيان صحافي إنّه "يدين حملة الاعتقالات العشوائية التي طالت أبناء المناطق الذين كان لهم موقف بالتصدي لتنظيم داعش، وعدم السماح له بالدخول الى مناطقهم"، داعيا، القائد العام للقوات المسلحة إلى "التدخل العاجل لإنهاء تلك الاعتقالات قبل تفاقم الأزمة".
ويعد قضاء أبوغريب، غربي بغداد، من المناطق المنكوبة أمنيا، إذ يشهد بشكل شبه مستمر تضييقا أمنيا من قبل الحواجز الأمنية، فضلا عن حملات اعتقال عشوائية تنفذ عقب كل حادثة أمنية، فضلا عن معاناته المستمرة بسبب نقص الخدمات.
اقرأ أيضاً: قصّة "أبو غريب": نهاية ستة عقود وتسعة حكّام