يلتقي الأربعاء المقبل ثلاثون عازفاً تركياً بالشراكة مع أوركسترا قطر الفلهارمونية لتقديم "الثلاثية المقدسة" للموسيقار رياض السنباطي (1906-1981)، وذلك عند السابعة والنصف على مسرح الشيخة المياسة في المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة.
واضطلع الموسيقي التركي ظافر هازنيدال بتقديم رؤية سيمفونية جديدة لهذه الثلاثية التي غنتها أم كلثوم عام 1972، ويقود الأوركسترا المايسترو أورهان سالييل.
ويقصد بالثلاثية المقدسة المدن الثلاث: مكة والمدينة وبيت المقدس. وقال بيان وزارة الثقافة والرياضة القطرية التي تشرف على الفعالية "هذه أماكن مقدسة، لعبت دوراً حضارياً وتاريخياً في حياة شعوب المنطقة بل والعالم أكمل".
ويأتي اختيار ثلاثية السنباطي تحية لهذا الموسيقي، صاحب المشروع التجديدي في الموسيقى العربية.
وأضاف البيان أن هذا العمل الموسيقي لن يكون "مجرد استنساخ لرائعة السنباطي، إنما يقدم معالجة جديدة، يكون فيها السنباطي الملهم فيها" لافتاً إلى أن هذا العمل الموسيقي يراد منه التعبير عن وحدة القيم الإنسانية والتفكير بأن ما تشترك فيه الإنسانية من قيم أكبر من اختلافاتها.
يذكر أن قائد الأوركسترا أورهان سالييل من مواليد عام 1968 وينحدر من عائلة موسيقية. وكرس نفسه للحياة الموسيقية. تعلَم التلحين والعزف على آلة الباصون والبيانو في إسطنبول، وأتم دراسة التأليف والقيادة الموسيقية في هولندا، ثم عكف بعد ذلك على دراسة قيادة الأوركسترا والأوبرا والجوقة في فنلندا.
وقد تصدى لهذه الرؤية بالتوزيع الجديد الفنان إسماعيل ظافر هازنيدار أوغلو، وهو ملحن وموزع ومنتج موسيقي، أطلق أول مقطوعة موسيقية من تأليفه وتوزيعه عام 1994 وذلك أثناء دراسته الأكاديمية في مجال الإدارة المالية. وفي العام ذاته نالت هذه المقطوعة جائزة أفضل أغنية.
وامتدت مسيرته المهنية ملحناً وموزعاً موسيقياً على مدار 26 عاماً، كانت حافلة بالكثير من النجاحات والأعمال التعاونية مع الكثير من فناني الجاز والروك والبوب البارزين، وكذلك أعلام الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الشعبية التركية.
— وزارة الثقافة و الرياضة (@MCSQA) February 2, 2020
|
أما رياض السنباطي فيعد من أبرز الأسماء الموسيقية التي عرفها القرن العشرون، بما لديه من موهبة وشغف كبيرين في الموسيقى العربية الكلاسيكية، ونجاحه في الجمع بين الأنواع الموسيقية الشعبية، والطرق الحديثة في مؤلفاته التي تتسم بالأصالة.
لحن السنباطي أكثر من 500 أغنية وارتقى بالموسيقى الكلاسيكية العربية بشكل غير مسبوق.
صنفت المؤسسات والمنظمات الدولية مؤلفاته العديدة بوصفها "كنوز الثقافة العربية"، بما في ذلك منظمة "يونسكو"، التي كرمته عام 1979 ليصبح أول موسيقي عربي تكرمه هذه المنظمة بمنحه جائزة الموسيقى الدولية بوصفه أفضل عازف عود.
كما أن العديد من التقاسيم والعروض الخاصة به ما زالت نبراساً، يهتدي به عازفو العود والموسيقيون المشغوفون بالموسيقى العربية الكلاسيكية.