أنهى "أتلتيكو مدريد" مباراة الحسم بطريقة بطولية عن جدارة واستحقاق عندما قهر "برشلونة" في عقر داره بإجباره على التعادل (1 – 1)، في مباراة مجنونة ومثيرة حتى الرمق الأخير ليحقق لقب الدوري الإسباني بعد 18 عاماً، ويخرج "برشلونة" خالي الوفاض في موسم كارثي، إذ لم يحصل على أي لقب محلي أو قاري لأول مرة منذ ست سنوات.
اللقاء لم يكن يحتمل القسمة على اثنين، فـ"برشلونة" لا شيء غير الفوز يغنيه ويبعد عنه شبح الخروج خالي الوفاض هذا الموسم، أما "أتلتيكو مدريد" فتكفيه نقطة التعادل من أجل تتويجه بطلاً لإسبانيا وإنهاء سيطرة قطبية "الريال" و"البرسا" على اللقب.
وبعد مناوشات طفيفة بين الفريقين انتهت من دون إصابات على أرض الملعب، جاء التهديد الأول عبر تسديدة قوية من أدريانو، لم تباغت الحارس كورتوا، الذي كان متمركزاً في مرماه(د.6)، ليرد "اتلتيكو" ويرسل الإنذار الأول الى أصحاب الدار بعد كرة عرضية من أردا توران، كادت أن تربك الدفاع "الكتالوني" الذي أنقذها إلى ركلة ركنية (د.11).
وسيطر "برشلونة" على مجريات المباراة لكنه فشل في فك شفرة الدفاع المدريدي الحديدي الذي أغلق كل المنافذ المؤدية إلى المرمى، وخسر "أتلتيكو" جهود دييغو كوستا، الذي أصيب باكراً، الأمر الذي سيحدُ من هجوم الأتلتي بشكل كبير.
لتأتي إصابة التركي أردا توران، وتزيد الطين بلة ليقبع "أتلتيكو" في مصيبة في بداية المباراة بإصابتين لأبرز نجوم الفريق، وبالتالي حسابات المدرب سيميوني، انقلبت رأساً على عقب أمام هذا السيناريو غير المتوقع بعد مرور 25 دقيقة مريرة على "أتلتيكو" وتفتح شهية البرسا.
لكن "برشلونة" أرادها يا قاتل يا مقتول بهدف عالمي من عالم آخر إثر ترويضة بالصدر من ميسي، الى سانشيز، الذي يُسدد قذيفة تُفجر المباراة وتُشعلها بهدف خيالي (د.34).
لينتفض "برشلونة" ويُعوّض كل لحظة سحرية فاتته في البطولة ويرسمها في لوحة ملعب "كامب نو" بأقلام رسامين من طراز رفيع أمثال ميسي، وسانشيز وإنييستا، في ظل كرنفال جماهيري في المدرجات.
في الشوط الثاني، دخل "أتلتيكو" مهاجماً بكل قوته، ليكشر عن أنيابه بسرعة ويصنع أكثر من كرة خطيرة كادت تدخل في المرمى لولا تدخل القائم (د.46)، لكن الأتلتي كان مصراً على تعديل النتيجة، ونال ما أراده بتسجيله هدف التعادل عن طريق ركلة ركنية تابعها جودين، في الشباك (د.49).
وبدت معالم الشحنة المعنوية التي شحنها سيميوني، لاعبيه في فترة الاستراحة إذ دخل "أتلتيكو" بثوب البطل في الشوط الثاني، مندفعاً يهاجم ويضغط على لاعبي الفريق "الكتالوني" ولا يسمح لأي مُتنفس، في ظل ضياع وتشتت في صفوف "برشلونة" الذي تاه في صدمة هدف التعادل.
ليعود "برشلونة" إلى توازنه ويستفيق مشكلاً الخطورة على مرمى خصمه من أجل تسجيل الهدف الذهبي الثاني، لكنه يفشل في مبتغاه بسبب الدفاع العالي الحديدي من "أتلتيكو" الذي يُحسب له أنه أوقف أعتد المهاجمين على البساط الأخضر.
وحاول ألفيش، مباغتة كورتوا، بتسديدة صاروخية لم تمر بسلام إلى الشباك لينقذها الحارس ببراعة (د.80)، لتنتهي المباراة بالتعادل (1 – 1)، وتتويج مدريدي في قلب مدينة برشلونة، ليثبت الأتلتي أنه يستحق البطولة بعد أن قدم فريقاً خرافيّاً.