وتتميز هذه الزيارة ببرنامج حافل بالاستقبالات الرسمية ذات المستوى الرفيع، وهو برنامج يشبه إلى حد كبير زيارة رسمية لرئيس دولة، وليس زعيم حزب معارض في دولة أجنبية لا يشغل أي منصب رسمي. ويستقبله، غداً الإثنين، العاهل المغربي، محمد السادس، في لقاء سيتناول راهن العلاقات المغربية الفرنسية والأوضاع في ليبيا وتونس ومنطقة الساحل. كما سيعقد ساركوزي محادثات مع رئيس الوزراء، عبدالإله بن كيران، وأيضاً مع أبرز وزراء الحكومة المغربية، وعلى رأسهم وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، والداخلية محمد حصاد، والعدل مصطفى رميد، وتتناول هذه المحادثات التعاون الفرنسي المغربي، خاصة على المستوى الأمني والقضائي بعد التعديل الأخير لمعاهدة التعاون القضائي بين فرنسا والمغرب.
ويتمتع ساركوزي بحظوة كبيرة لدى الملك المغربي، كما أنه حليف تاريخي للمغرب منذ عقدين من الزمن خاصة أثناء توليه الرئاسة الفرنسية.
وقد بذل جهوداً كبيرة في الشهور الأخيرة لإقناع الاشتراكيين بتلبية طلبات المغرب خلال فترة الجفاء، التي زعزعت العلاقات بين الرباط وباريس، بسبب استدعاء القضاء الفرنسي مدير المخابرات المغربية، عبد اللطيف الحموشي، لاستجوابه حول دعوى بتهمة التعذيب.
ومؤخرا صرح ساركوزي في معرض حديثه عن الأوضاع في بلدان المتوسط: "يجب علينا تشجيع الأنظمة المعتدلة في جنوب المتوسط وفي المغرب. لحسن الحظ لدينا ملك عظيم عيّن رئيس حكومة من التيار الإسلامي لضبط الأوضاع هناك".
ومن اللافت أن يقوم ساركوزي بهذه الزيارة بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، للجزائر، الجارة الخصم للمغرب. كما أن هذه الزيارة تندرج في إطار جولة دبلوماسية يقوم بها ساركوزي لدول معينة يتمتع فيها بشعبية كبيرة، مثلما فعل مؤخرا في إسرائيل حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين في الدولة العبرية، وانتقد بشدة خلال هذه الزيارة الأداء الدبلوماسي الفرنسي، الأمر الذي أثار حفيظة الإليزيه وامتعاض وزير الخارجية، لوران فابيوس، الذي رد عليه بتصريح ناري في البرلمان الفرنسي وقتها.
اقرأ أيضاً: ساركوزي يشجب دعوة رئيس بلدية لحظر الإسلام في فرنسا